نعم؛ لأن النساء شقائق الرجال في الأحكام، فأي خطابٍ يتجه للرجال -إلا ما دل الدليل على استثنائه- فمطالب به النساء؛ لأن الشرع نزل للرجال والنساء، لكل مكلف من الرجال والنساء، نعم إذا كان هناك ما يخص المرأة من أحكام تستثنى من خطاب الرجال، أولاً: الموصول من صيغ العموم، والعموم يشمل الجميع، يشمل الرجال والنساء إلا أن تفسيره بالفعل (آمنوا) يغلب جانب الرجال، وإلا فالأصل أن الموصول يشمل الرجال والنساء؛ لأنه من صيغ العموم، لكن تفسيره بصلته (آمنوا) ولم يقل: آمنا فدل على أن المقصود بالأصل الرجال، وتدخل النساء تبعاً للرجال.
جماهير المفسرين على أن المغضوب عليهم هم اليهود، والضالين هم النصارى، وقد جاء بذلك حديث عدي بن حاتم قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن المغضوب عليهم اليهود، وأن الضالين النصارى)) وهذا مروي في المسند والترمذي وابن حبان وغيرهم، وإنما استثني المغضوب عليهم والضالون من المنعم عليهم؛ لأن الكفار قد شاركوا المؤمنين في إنعام كثير أو في إنعام الله -سبحانه وتعالى- على كثيرٍ منهم، فبيّن بالوصف أن المراد بالدعاء ليس هو النعم العامة، ليس المراد بـ (أنعمت عليهم) النعم العامة من صحة ومال وغيرهما، بل المراد بذلك نعمة خاصة، وهي نعمة الدين والاستقامة.
في النهاية هناك فوائد بالنسبة للتأمين، ما هو التأمين على الأموال ولا على الأنفس، لا بل يستحب لمن قرأ الفاتحة في الصلاة وخارجها أن يقول بعدها: آمين.
طالب: هذه يا شيخ بإمكان أن نرجح في مسألة هل تدخل مريم أم لا في الصديقين على. . . . . . . . . من الأدلة المتعارضة؟
أصل مريم أولاً: من أمةٍ متقدمةٍ علينا، والخلاف في شرع من قبلنا هل هو شرع لنا، وأيضاً هل هي متعبدة بشريعةٍ خاصة؟ الجمهور لا، بل هي تابعة لشريعة .. ، الأمر الثاني: حتى على قول من يقول: إن من النساء أنبياء كابن حزم، وذكر منهن مريم، حتى على هذا القول إذا كان الخلاف في الأنبياء من الذكور المتفق على نبوتهم ورسالتهم، نحن متعبدون بشرائعهم أم لا؟ والقول الوسط في هذه المسألة أننا متعبدون فيما لم يرد شرعنا بخلافه، فالنساء من باب أولى.