الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فيقول المؤلف -رحمه الله تعالى- في قوله -جل وعلا-: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [(١٦) سورة ق].
يقول:{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ} [(١٦) سورة ق]، والمراد به الجنس، جنس الإنسان من لدن آدم إلى قيام الساعة، {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ} [(١٦) سورة ق] الواو هذه واو الحال، ونعلم: خبر لمبتدأ مقدر تقديره نحن، ولذا قال:"حال بتقدير نحن" الآن إذا قلت: جاء زيد قارئاً، أو راكباً، يعني حال كونه قارئاً أو راكباً، وإذا قلت: رأيت زيداً يضحك حال، لا نحتاج إلى تقدير نحن كما هنا، يقول:{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ} [(١٦) سورة ق] "حال بتقدير نحن" لماذا نحتاج إلى تقدير نحن؟ لأن الحال إذا جاء مبدوءاً بمضارع لا بد أن يخلو عن الواو.
وذات بدءٍ بمضارعٍ ثبت ... حوت ضميراً ومن الواو خلت
. . . . . . . . . جملة الحال المبدوءة بمضارع لا بد أن تخلو من الواو، هنا في واو، {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ} [(١٦) سورة ق] هل نقول: إن القاعدة غلط لأن القرآن جاء بخلافها؟ أن جملة المضارع تقترن بالواو لا ما قرروه.
وذات بدءٍ بمضارعٍ ثبت ... حوت ضميراً ومن الواو خلت
وهنا يقول:"حال بتقدير نحن" لأن جملة المضارع إذا وقعت حالاً لا بد أن تخلو من الواو، لكن إذا اقترنت بالواو لا بد من التقدير لتكون الجملة اسمية.
وذات واو بعدها انو مبتدأ ... له المضارع اجعلن مسنداً