{بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ} [(١٥) سورة ق] يعني شك {مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} وهو البعث، هم في شك من البعث، لماذا؟ لأنهم لم يؤمنوا بالأخبار التي جاءت به، ولم يروه بأعينهم، يعني ما عندهم وسيلة من وسائل الاعتراف والإقرار؛ لأنهم صموا أسماعهم وعميت أبصارهم عن إدراك هذه الحقيقة التي دلت عليها الدلائل القطعية، عموا عن ذلك فلم يؤمنوا به، وإن كان بعضهم قد علم به؛ لإيمانه بأن الخالق هو الله -جل وعلا-، هم كلهم يعترفون بأن الله -جل وعلا- هو الخالق الرازق المدبر، لكن شركهم في الألوهية، بعضهم من باب المكابرة جحد بتوحيد الربوبية، جحد بتوحيد الربوبية، {وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} [(٢٣) سورة الشعراء] {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ} [(١٤) سورة النمل] فإذا استيقنت بها أنفسهم من لازم ذلك، من لازم الإقرار بتوحيد الربوبية الإقرار بتوحيد الألوهية، ولا شك أن النتيجة لتوحيد الألوهية إنما تكون بعد البعث، فهي متلازمات، فمن أقر بتوحيد الربوبية عليه أن يقر بتوحيد الألوهية، ثم بعد ذلك إذا أقر بتوحيد الألوهية ما الدافع للإقرار بتوحيد الألوهية إلا من أجل الإقرار بالبعث بعد الموت والجزاء.
باقي وقت وإلا ما باقي؟ والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.