هذا يقول: خرجت مع أهلي إلى السوق، واشتريت لهم أغراضاً ورجعت إلى البيت بعد العشاء، لكن رأيت كثيراً من النساء متكشفات لا يغطين شعورهن وأيديهن يقول: لو أخبرنا أحد أن هذا في غير بلاد المسلمين ممكن نصدق، لكن هذا الشيء موجود في بلاد غير بعيدة عن الحرمين الشريفين؟
على كل حال التبرج موجود والمخالفات موجودة، التبرج موجود في بلاد الحرمين وغيرها من البلدان، ولا شك أن هذا تساهل من أولياء الأمور بالنسبة للنساء، والنساء بحاجة إلى أن يحزم أمرها من قبل وليها ولا يترك لها هذا الأمر؛ لأنها ضعيفة وسريعة التأثر والتقليد، النساء من القدم على هذا إلا من منّ الله عليها بالهداية، ولذا جاء النهي عن التبرج في نصوص الكتاب والسنة {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [(٣٣) سورة الأحزاب]، لكن كما أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- ((لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القُذة بالقُذة)) وذكر القرطبي أن من مظاهر تبرج الجاهلية الأولى يقول: شق القميص من الجانبين، نظرت إلى أسواق المسلمين وما يعرض فيها وجدت هذا الأمر موجوداً، وهي معصية من المعاصي مخالفة من المخالفات، ولا شك أن لها أثرها على الشباب وغير الشباب ممن يفتتن بهذه المظاهر والمناظر، فهي شريكة لمن يفتتن بها بل هي السبب في فتنة الرجال بها.
وفتنة الرجال بالنساء هي أخوف ما يخافه النبي -عليه الصلاة والسلام- على هذه الأمة، وقد وقع ما خافه وجد التبرج، وجد التحرش من الجنس الثاني، ولا شك أن الطرفين شريكان في هذا الأمر والمسؤولية والتبعية تقع أولاً على ولي أمر المرأة، المرأة نفسها المباشرة، ثم على ولي أمرها، ثم على ولاة الأمر عامة، وولاة الأمر كما هو معلوم وظفوا لمن ينكر هذا الأمور في الأسواق، ولكن لا شك أن المسألة تحتاج إلى مزيد عناية ومزيد حزم في هذا الباب ونسأل الله التوفيق للجميع.
يقول: هل وضع لافتة على الطريق مراقب بالرادار يعد من الكذب؟