"سورة النجم" في بعض النسخ: "والنجم"، كما في بعض النسخ:"والطور، والذاريات"، "مكية، ثنتان وستون آية" وفي العد الآخر مع اعتبار البسملة: ثلاث وستون آية.
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَالنَّجْمِ} [(١) سورة النجم] النجم اختلف فيه، و (أل) هذه هل هي للجنس فيراد بالنجم جميع النجوم و (أل) هذه جنسية أو للعهد فيراد به النجم المعهود عند الإطلاق وهو الثريا؟ النجم إذا أطلق ينصرف إلى النجم المعهود وهو الثريا، ولذا فسره بما عهد وعرف، {وَالنَّجْمِ} [(١) سورة النجم] "الثريا" ومنهم من يقول: (أل) هذه جنسية؛ لأنه لا يوجد ما يخصص الثريا، وليست لها مزية على غيرها، نعم الثريا علق بها أحكام، منها أحكام بيع التمر، حتى يغيب النجم الذي هو الثريا بحيث يأمن العاهة غالباً؛ لأنه ما دام النجم طالع، فإنه حينئذٍ لا يأمن العاهة، يعني حتى ينضج، {وَالنَّجْمِ} [(١) سورة النجم] قال: "الثريا" والقول الآخر: المراد به الجنس، جنس النجم المراد به جميع النجوم.
ومنهم من يقول: إن المراد بالنجم القرآن؛ لأنه نزل منجماً في بضع أو في ثلاث وعشرين سنة، فنزل منجماً، وعلى كل حال المتبادر إلى الذهن المراد به النجم المعروف، الذي هو زينة للسماء، ورجوم للشياطين، وعلامات يستدل بها المسافر.
{إِذَا هَوَى} [(١) سورة النجم] إذا "غاب" إذا هوى: إذا غاب، ومنهم من يقول -من المفسرين-: إذا هوى: إذا نزل من السماء لرجم الشيطان المسترق للسمع.
{مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ} [(٢) سورة النجم] هذا جواب القسم {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} [(١) سورة النجم] وهذا الإقسام من الله -جل وعلا- بالنجم كغيره من المخلوقات التي لله -جل وعلا- أن يقسم بها دون خلقه، الخلق لا يجوز لهم أن يقسموا بغير الله -جل وعلا- كما تقدم في الطور.