السلف في هذه المسألة أطلقوا الكفر على من قال: بأن كلام الله مخلوق، كفروه، لكنه تكفير جنس لا تكفير عين، فلا يقال مثلاً: الزمخشري كافر؛ لأنه معتزلي والمعتزلة يقولون بخلق القرآن، لا، لكن هذه المقالة -نسأل الله السلامة والعافية- كفر، فرق بين تكفير الأجناس التكفير بالوصف وتكفير الشخص؛ لأن تكفير الشخص يعتريه ما يعتريه من توافر الأسباب وانتفاء الموانع وعدمها.
يقول: هل المطلوب حفظ القرآن أم التدبر؟
هما معاً، مطلوب الحفظ ومطلوب أيضاً أن يقرأ على الوجه المأمور به بالترتيل والتدبر.
يقول: بعض طلبة العلم عندما نسألهم في بعض المسائل الفقهية يفتي، ويقول: أنا لا أعمل بالقول هذا، ولكن أفتي غيري به؟
الأصل أن ما يفتي به هو ما يعمل به، وما يعتقده، وما يدين الله برجحانه، فإذا ترجح عنده بالدليل فيعمل به بنفسه ويفتي به غيره، لكن قد يعتري بعض المسائل ما يعتريها، من أنه يترجح للإنسان قول بدليله فيعمل به في نفسه لكنه يفتي الناس على ما شاع في بلدهم وعند علمائهم؛ لئلا يحصل هناك اضطراب، ويحصل هناك شيء من الضياع للفتوى، لا سيما إذا كانت الفتوى من جهة ملزمة، يعني لو أفتت اللجنة الدائمة مثلاً التي عينت من قبل ولي الأمر بقول وترجح له غيره مخالفة العلماء هؤلاء لا سيما مع اجتماعهم يجعل عند الإنسان تردد فيما اختاره لنفسه، يتهم نفسه، وقل مثل هذا في ما لو كان ترجيحه مخالف لمذاهب الأئمة الأربعة، لا شك أن الأصل أن العمل بالدليل من الكتاب والسنة، لكن التوقف حينما يكون الاختيار مخالفاً لمذاهب الأئمة الأربعة وأتباعهم إنما يكون سببه اتهام النفس بالقصور أو بالتقصير، ولا يعني هذا أنه يقدم قول الأئمة على الدليل، لا، كثير من أهل العلم يهابون مخالفة الأئمة، فإذا كان الباعث على ذلك هذا لا سيما إذا كان الدليل محتملاً، أحياناً يكون الدليل محتمل، قد يترجح عندك أحد الاحتمالين، ويترجح عند غيرك غير هذا الاحتمال الذي ترجح عندك.