ويتطاول أيضاً على أشرف الخلق ويقول: إن محمداً فشل في دعوته في مكة والطائف ونجح في المدينة، ما على الرسل إلا البلاغ، الدعاة أتباع الرسل الذين يدعون إلى الله على بصيرة قد لا يستجيب لهم أقرب الناس إليهم، ولو فتشنا في بيوت العلماء الكبار وجدنا في أبنائهم مخالفات، وجدنا في نسائهم مخالفات، لكن هل يعني هذا أنهم ما بذلوا؟ بذلوا يا أخي، لكن الهداية بيد الله -جل وعلا-، لا يملك القلوب إلا الله -جل وعلا-، أنت عليك بذل السبب، وكثير حتى من طلاب العلم يتندر يقول: شوف فلان انشغل بدعوة الناس وتعليم الناس والمصالح العامة والخاصة وشوف أولاده وش لونهم؟ إنا نعرف من شيوخنا أنه يتقطع أسى على أولاده، وبذل لهم من جهده ووقته وماله ما يسعى به إلى إصلاحهم، لكن ما بيده حيلة، لكن لا يعني هذا أن الإنسان يفرط في تربية أولاده ونسائه وأطرهم على الحق ثم يقول: النتائج بيد الله، ابذل والنتائج بيد الله، أنت عليك بذل السبب.
{أَفَعَيِينَا} [(١٥) سورة ق] يعني: أعجزنا بالخلق الأول، الجواب؟ الخلق الأول يعني بدأ الخلق، أفعيينا به، يعني عجزنا عنه؟ نعم، يعني كل إنسان مسلم وكافر وموافق ومخالف يقول: لا، ما عجز؛ لأنه هو الذي أوجدهم، الخلق الأول كلهم يقرون به، لكن المسألة في الإعادة {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ} [(١٥) سورة ق] "أي لم نعيا به، فلا نعيا بالإعادة" يعني لن نعجز عن الإعادة؛ لأننا لم نعجز عن البدء، والبدء أشد، فلا نعيا بالإعادة {بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ} [(١٥) سورة ق] شك، واللبس كما يكون بالشك يكون أيضاً بالخلط، {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ} [(٨٢) سورة الأنعام] الفعل: لبس له معان منها: الشك، يعني الالتباس، التباس الأمر واسبتهامه، هذا لبس وهو شك، ومنه أيضاً اللبس الخلط {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ} [(٨٢) سورة الأنعام] يعني لم يخلطوا إيمانهم بظلم، وأما اللبس للقميص ونحوه فهو معروف.