هذه السورة ننبه على أننا نعتمد في تفسيرنا غالباً على تفسير الجلالين، وذلكم لأنه متن متين متقن محرر، يمكن أن يربى عليه طالب علم في التفسير، إلا أنه في مسائل الاعتقاد له مخالفات في التأويل في الصفات وغيرها ينبه عليها، والسبب في ذلك أن الاعتماد على هذا التفسير أولاً: لأنه تفسير متين، كالمتن، يمكن أن يربى عليه طالب علم، بخلاف تربية طلاب العلم على كتب المعاصرين ومختصرات المعاصرين؛ لأن مختصرات المعاصرين مناسبة لطلاب الوقت، لكنهم يقرءونها بأنفسهم ما يحتاجون إلى أن تشرح في دروس أو دورات، فطالب العلم يربى على المتون المتينة، كون الإنسان يعتمد كتاباً ينطلق منه ويشرح، هذا لا سيما بالنسبة لي أنا أفضل من كونه يفسر تفسيراً مرسلاً لا يرجع فيه إلى كتاب معين، وذلكم لأن الاستطرادات قد تذهب بالشارح يميناً وشمالاً تنسيه المقصود، تنسيه المقصود، فكون الإنسان له قاعدة ينطلق منها كهذا التفسير يكون أضبط لتفسيره، ولا يبعد عن المقصود بحيث ينسى أهم المهمات ويستطرد في أمور قد يظنها بعض طلاب العلم أن فائدتها أقل، وإن كان كثير من طلاب العلم يفرح بهذه الاستطرادات ويأنس بها، ويطلب المزيد منها؛ لأن هذه الاستطرادات ما جاءت من فراغ، أو من .. ، إنما جاءت من كلام أهل العلم، وقد لا توجد في الكتب التي خصصت لتفسير هذه السورة مثلاً، إنما جمعت من قراءات متفرقة، لكن نظراً لضيق الوقت، يعني الدورة كلها لا تزيد يعني عن ثلاث ساعات أربع ساعات ما تحتمل هذا البسط وهذا التفصيل.
على كل حال نعتمد تفسير الجلالين ونقرأ فيه، ونعلق عليه بما تيسير، ونرجو أن يكون في ذلك فائدة للإخوان.