يقول:{وَالْأَرْضَ} [(٧) سورة ق] "معطوف على موضع (إلى السماء) "، "كيف مددناها: دحوناها على وجه الماء" ووسعناها وبسطناها، كيف مددناها فهي ممدودة مبسوطة {وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ} [(٧) سورة ق] يعني: "جبال تثبتها"{وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا} [(٣٢) سورة النازعات] فلولا هذه الجبال لمادت بأهلها، لمادت بأهلها، وأكثر ما يخشى مما يخشى من عمليات إزالة الجبال والآن في بعض البلدان العمل جار على أشده، يعني تنظرون في مكة مثلاً العمل جاري ليل ونهار على إزالة هذه الجبال، ولا شك أن هذه الجبال لها هذه المصلحة العظيمة؛ لئلا تميد بأهلها، فهم يزيلونها، لكنهم يقولون: إننا نزيل الجبال ونضع مكانها أبنية شاهقة، تقوم مقامها، لكن هل هذه الأبنية على ارتفاعها وسعتها وطولها وعرضها تقوم مقام الجبال؟ لماذا؟ لأن الجبال صماء ما فيها تجاويف، والأبنية فيها تجاويف، فلن تقوم مقامها، والحكمة الإلهية من وجود الجبال تقتضي ألا يتعرض لها بشيء.
{وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ} [(٧) سورة ق] "جبالاً تثبتها"{وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ} [(٧) سورة ق] "صنف" من كل زوج: صنف، من أصناف النباتات {بَهِيجٍ} [(٧) سورة ق] يبهج أو "يُبهج به لحسنه" فهو حسن نظر، فهو حسن نظر.
{تَبْصِرَةً} [(٨) سورة ق] "مفعول له" مفعول لأجله، يعني من أجل التبصرة، "فعلنا ذلك" تبصرة، يعني من أجل التبصرة، فهو "مفعول له أي: فعلنا ذلك تبصيراً منا"{وَذِكْرَى} [(٨) سورة ق] تذكيراً {لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ} [(٨) سورة ق] رجاع، تواب، أواب "رجاع إلى طاعتنا" ولا شك أن هذا النظر مما يقوي الإيمان.
تبصرة لمن؟ وتذكرة لمن؟ تبصرة للجاهل، وتذكرة للناسي، تبصرة للجاهل، وتذكرة للناسي الغافل تذكره، {لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ} [(٨) سورة ق] يعني: رجاع إلى طاعة الله -جل وعلا- بعد أن غفل عنها، يرجع عنها، فتجده كل ما غفل رجع، كل ما أذنب تاب واستغفر وهكذا.
ألفية العراقي سماها التبصرة والتذكرة؛ لأنه يقول في أوائلها: