التفاسير بالأثر هي أولى ما يهتم به طالب العلم، ومن أعلاها وأغلاها وأنفسها تفسير ابن جرير الطبري فهو أصلها، ثم بعد ذلك تفسري الحافظ ابن كثير والبغوي، هذه لا يستغني عنها طالب علم، ثم بعد ذلك يأتي إلى التفاسير التي تهتم بالصناعة اللفظية مثل تفسير القرطبي مع أحكام القرآن؛ لأن أصل التأليف للقرطبي الجامع لأحكام القرآن، لكن عنايته باللغة بارزة وواضحة، بحيث لو جرد اهتمامه باللغة لجاء تفسير متوسط، ويستشهد على ذلك من لغة العرب، الذي يستطيع أن يخرج سالماً من تفسير الزمخشري، الذي يستطيع؛ لأنه معتزلي، ومعروف يعني خفاء الاعتزال في تفسيره، حتى أن العلماء أخرجوا اعتزالياته بالمناقيش، لكن طالب العلم المتوسط لا يصلح أن يقرأ في مثل هذا، ولا في تفسير الرازي، فعلى كل حال تفسير البيضاوي أخف منهما، وما كتب عليه من الحواشي كحاشية: زادة، وكحاشية: الشهاب، حاشية: القينوي، حواشي مفيدة جداً لطالب العلم.
ما حكم من قال: إن البسملة من سورة الفاتحة؟
عرفنا أن المسألة خلافية، هل هي آية من سورة الفاتحة كما يقول الشافعية ورواية عن أحمد؟ أو ليست بآية كما يقوله غيرهم؟ المسألة معروف الخلاف فيها، فمن قال بذلك فله سلف، من قال: بأنها آية له سلف، ومن قال: بأنها ليست بآية له سلف أيضاً.
يقول: ذكرتم القولين في قوله تعالى: {بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} [(٢) سورة الرعد] فما هو المعتمد منها؟
أكثر المفسرين على أنه لا مفهوم لقوله:{تَرَوْنَهَا} [(٢) سورة الرعد] وأنها بنيت بغير عمد، ومنهم من قال عن ترونها لها مفهوم، وهذا أيضاً فيه دلالة على عظمة الخالق، حيث يوجد أعمدة تسند هذه السماوات لكنها لا ترى.