من الذي خلق الإنسان؟ نعم هو الله -جل وعلا-، ونحن أقرب إليه السياق على نسق واحد، فظاهر السياق يدل على أن الضمير ضمير متكلم يعود إلى الله -جل وعلا-، والعرب تؤكد فعل الواحد بضمير الجمع، كما قال ذلك الإمام البخاري في صحيحه في تفسيره سورة:{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ} [(١) سورة القدر] في تفسيره سورة: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ} [(١) سورة القدر] من صحيح البخاري يقول: "العرب تؤكد فعل الواحد بضمير الجمع"، السياق في قوله:{وَنَحْنُ أَقْرَبُ} [(١٦) سورة ق] يدل على أن المراد المتكلم هو الله -جل وعلا-، أقرب وصفة القرب ثابتة لله -جل وعلا-، صفة القرب ثابتة لله -جل وعلا-، مع أنه مستوٍ على عرشه، بائن من خلقه، ولا تعارض ولا تناقض كما في حديث النزول، الرب -جل وعلا- ينزل في آخر كل ليلة إلى السماء الدنيا، مع أنه مستوٍ على عرشه، بائن من خلقه، حتى قرر شيخ الإسلام أنه لا يخلو منه العرش، لا يخلو منه العرش مع نزوله -جل وعلا- نزولاً يليق بجلاله وعظمته، هؤلاء الذين أولوا القرب وهو ثابت لله -جل وعلا- بالعلم فراراً من اللازم وهو الحلول، تعالى الله عما يقوله الظالمون علواً كبيراً يقولون: حل في كل مكان، {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ} [(١٦) سورة ق] لا شك أن من يؤوله بالعلم كما أول السلف المعية بالعلم درءاً لما يفهمه اللفظ من الحلول له وجه، وقال بهذا أئمة، شيخ الإسلام -رحمه الله- ويؤيده ابن القيم وابن كثير في قوله:{وَنَحْنُ أَقْرَبُ} [(١٦) سورة ق] قال: الملائكة، وقرب الشيء، قرب الشيء يعني في المحسوسات بقرب أعوانه ملحوظ، والملائكة لا شك أن الله -جل وعلا- يوكلهم ببعض الأعمال، يوكلهم ببعض الأعمال، فقربهم هنا .. ، شيخ الإسلام هل نقول: شيخ الإسلام ينفي صفة القرب أو ابن القيم وابن كثير؟ لا، يعني لو قال:{وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ} [(١٦) سورة ق] ما عرف لا عن شيخ الإسلام ولا ابن القيم ولا ابن كثير قاله أي مفسر من المفسرين الذين التأويل متعمد عندهم، قلنا: قالوا هذا فراراً من صفة القرب، لكن يقول هذا الكلام من يثبت صفة القرب هل يتهم بأنه يفر من إثباتها؟ لا، وهذا ملحظ ينبغي أن يلاحظه طلاب العلم، أحياناً تجد في كلام شيخ