{وَقَالَ قَرِينُهُ} [(٢٣) سورة ق] الملك الموكل به، هذا أي الذي لدي عتيد، اعتدته وأعددته لهذا اليوم، هذه الصحف التي فيها حسناته، وهذه الصحف التي فيها سيئاته، انتظاراً لهذا اليوم، {وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً} [(٣١) سورة يوسف] فهذا معد وهو عتيد، يقول:{هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ} [(٢٣) سورة ق] أي: "حاضر" معد جاهز، فيقال لمالك خازن النار:{أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ} [(٢٤) سورة ق] إذا كان القول متجه لمالك يعني كون الضمير مثنى ويعود للسائق والشهيد وهما اثنان واضح أو يعود للملكين الموكلين به، فيقال: أنتم اللذان رصدتما أعماله فألقياه في العذاب الشديد، أو للسائق والشهيد على خلاف بين أهل العلم هل هما الذي عن اليمين وعن الشمال أو غيرهما؟ المقصود أن عود الضمير إلى ما تقدم من التثنية ظاهر، {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ} [(٢٤) سورة ق] والمفسر يرى أنه يعود لمالك خازن النار، {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ} [(٢٤) سورة ق] والتثنية هنا ليست من باب تثنية المسند إليه، وإنما هو من باب تثنية المسند، إيش معنى هذا الكلام؟ أنه تكرار للفعل، ألق، ألق ولذا قال:"أي: ألق ألق" فكرر الفعل للتأكيد، وثني الفعل المكرر لفظاً، فكأن ألقيا: ألق ألق، وهذا له شواهده، ومنهم من يقول: إن الألف هذه ليست ألف تثنية، وإنما هي ألف منقلبة عن نون التوكيد ألقين، يا مالك ألقين، مثل لنسفعاً تكتب بالألف، وهنا ألقيا "أو ألقين، وبه قرأ الحسن فأبدلت النون ألفاً"{كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ} [(٢٤) سورة ق] "معاند للحق" معاند للحق، الآيات السابقات دلالة ظاهرة على أن واحد عن اليمين والثاني عن الشمال، لكن من أهل العلم من يرى أنه إذا كان جالساً فواحد عن يمينه وواحد عن شماله، إذا كان ماشياً فواحد من أمامه والآخر من خلفه، وإذا كان نائماً مضطجعاً فواحد عند رأسه وواحد عند رجليه، لكن هنا النص صريح في أن أحدهما عن اليمين والثاني عن الشمال، {كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ} [(٢٤) سورة ق] يعني: "معاند للحق" مخالف للحق مع عناد، والكفار: صيغة مبالغة فعال، وهل هذا الأمر {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ} [(٢٤) سورة ق] خاص بالكفار العنيد؟ وإذا عرفنا أن كفار صيغة مبالغة