تجد -ما شاء الله- بعض الناس يعني وجدنا، يعني واحد من المشايخ عنده محاضرة بعد صلاة العشاء وتنتهي في الحادية عشرة، وكنت على موعد معه الساعة الحادية عشرة مع نهاية المحاضرة، وجلسنا عنده إلى وقت متأخر، ونرجو أن يكون هذا السمر وإن كنا نتذرع بذلك وهذا السهر فيما ينفع -إن شاء الله تعالى-، نعم هو بالنسبة لذلك الشخص السمر معه ينفع بلا شك، فلما خرجنا منه الساعة الواحدة والرجل لم يتغير من وضعه شيء على عادته في جده وفي أسئلته وفي تبسطه على عادته، فبعد أن خرجنا منه بعد ربع ساعة قال لنا واحد من الإخوان: أتدرون ما الذي حصل للشيخ؟ قلنا: والله ما ندري عن شيء، قال: ابنه الأكبر وقع بين يديه مغماً عليه، فذهب به إلى المستشفى وأدخل العناية المركزة ولا يشعر بشيء، والأطباء يقولون: ما ندري ويش اللي فيه؟ يعني أمر لا يطاق يعني في تقديرنا، وما تعودناه وما تربينا عليه، يعني لو أن الولد يصاب بأدنى شيء قلق الإنسان، وألغى كثير من ارتباطاته، والله العظيم إن هذا الواقع، وآخر ولده بكره يصدم ويموت بحادث ونزوره ونعزيه ونواسيه والله إنه أثبت منا وأصبر، وثالث وهو من الأطباء قبل أقل من شهر ولده حافظ للقرآن وإمام مسجد يخرج من بيته فيحصل عليه حادث ويموت، ونأتي لتعزيته حقيقة إن كانت أيامه كلها على هذا الوضع فهو سعيد، يعني في اليوم الذي مات فيه ولده أو من الغد إن كان هذا وضعه في أيامه العادية في أيام سروره فالرجل سعيد، هذا اليقين، لكن أين هو إذا وجدت مثل هذه المضايق؟ كثير من الناس ينسى، ينسى اليقين، وينسى الدين كله، ثم تجده من أبلغ الناس إذا وعظ، وتجده في هذا المجال صفر، يعني هذا جربناه في أنفسنا قبل الناس يعني، يعني طلبة علم تقول له: وين يا فلان؟ أين ما تعلمت؟ لا يحير جواب، والله المستعان.