للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا} [(٢٥) سورة الذاريات] أي هذا اللفظ {قَالَ سَلَامٌ} أي هذا اللفظ"

يقول العلماء: إن سلام إبراهيم أبلغ من سلام الملائكة، أبلغ من سلام الملائكة لماذا؟ قالوا: لأن سلام الملائكة مصدر، والمصدر ينوب مناب فعله، والجملة الفعلية لا تدل على الدوام والثبوت كالجملة الاسمية، فسلام إبراهيم -عليه السلام- جملة اسمية، سلام الملائكة جملة فعلية، والجملة الاسمية تدل على الثبوت والدوام والاستمرار بخلاف الفعلية.

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد -صلى الله عليه وسلم-.

{قَوْمٌ مُّنكَرُونَ} [(٢٥) سورة الذاريات] لا نعرفهم قال ذلك في نفسه" أنكرهم، لا يعرفهم، ولا يدري من أي بلد جاءوا، ولا إلى أي قبيلة ينتمون، وليس ثم قرينة تدل على أنهم من البلد الفلاني أو من القبيلة الفلانية، أو من الإقليم الفلاني، يعني كما جاء في حديث جبريل لما جاء يسأل النبي -عليه الصلاة والسلام- دخل عليه رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، لا يعرفه منا أحد، ما فيه دليل ولا قرينة تدل على الجهة التي جاء منها، هؤلاء رآهم فأنكرهم، لا يدري من أي بلد جاءوا؛ لأنك إذا قابلت شخص هناك ما يدل عليه، تدري والله إن هذا الشخص جاء من مصر مثلاً، وهذا جاء من الشام، وهذا جاء من العراق، وهذا جاء من خراسان، في دلائل وقرائن أنت تستدل بها على ذلك، لكن هؤلاء ما في أي قرينة تدل على انتمائهم إلى بلد أو قبيلة أو أي ما يمكن أن ينتمي إليه الإنسان، أنكرهم في نفسه، قال: والله هذولا أناس ما أدري ويش هم؟ ما في ما يدل عليهم، ثم أنكر أيضاً مسألة عدم أكلهم مما قدمه لهم من الطعام.

{قَوْمٌ مُّنكَرُونَ} [(٢٥) سورة الذاريات] لا نعرفهم قال ذلك في نفسه، وهو خبر مبتدأ مقدر أي هؤلاء" قوم منكرون، أي هؤلاء قوم منكرون.

<<  <  ج: ص:  >  >>