للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{فَرَاغَ} [(٢٦) سورة الذاريات] يعني "مال إلى أهله سراً" {فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ} [(٢٦) سورة الذاريات] هذا وصف العجل "وفي سورة هود {بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} [(٦٩) سورة هود] أي مشوي" جاهز للأكل، قد يقول قائل: إنه تأخر عليهم وتركهم حتى شوى العجل، أو الله أعلم كيفية شي هذا العجل، المقصود أنه جاء به مشوي وجاهز، وصنيعه كله يدل على زيادة في الكرم، يعني يوجد من الناس من يطلع الضيف على ما يريد ليمنعه، وقد يصرح بذلك، ومنهم من يخفي أمر هذه الضيافة إلى حد لا يشعر به، يعني شخص نزل عليه ضيوف في محله التجاري، وجلسوا عليه وتحدث، جلسوا إليه فتحدث معهم فأخذ الدفتر، دفتر الديون وما له وما عليه وتأبطه وخرج موهماً هؤلاء الضيوف أنه يذهب ليأتي بأموال من محل أو كذا، وقال: عن إذنكم أنا أريد مشوار، فذهب واشترى لهم ما يستحقون من ضيافة من الذبيحة ودخلها المطبخ ورجع بدفتره، يعني هذا يوهم الضيوف بأي شيء؟ أنه يريد أن يتابع عمله التجاري، هذا أيضاً كرم، هذا نوع من أنواع الكرم الزائد على ما يفعله الناس، فكون الإنسان يخفي ما يريد لا شك أن هذا زيادة في الكرم، ومن هذا النوع بل من أعظم ما يدخل في هذا النوع صنيع إبراهيم -عليه السلام-، يعني هذا الشخص الذي تأبط الدفتر دفتر القيودات ما له وما عليه، ومر المحل الفلاني والثاني إلى أن غاب عن أعينهم ذهب ليجهز لهم ما يحتاجون من طعام؛ لئلا .. لأن بعض الناس يظهر للناس ماذا يريدوا على شان يقولوا: والله ما تجيب شيء، والله ما تتكلف، وهذا يحضر لهم بحيث لا يشعرون، وهذا ما صنعه إبراهيم -عليه السلام- من جنسه، بل من أعظم ما .. ، لأنه راغ بخفية ومسرع، وشوى لهم العجل عاد سواءً بنفسه أو بأمره هذه أمور مطوية، يعني تفاصيلها ما ذكرت.

<<  <  ج: ص:  >  >>