"وهو إسحاق كما ذكر في هود {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ} سارة" أو سارَّة بالتخفيف والتشديد عند أهل العلم {فِي صَرَّةٍ} [(٢٩) سورة الذاريات] صيحة" لما سمعت هذه البشارة امرأة عجوز عقيم تناهز المائة تسعين سنة أو تسعة وتسعين سنة يقال: يبشر بغلام؟ {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ} [(٢٩) سورة الذاريات] في صيحة {فَصَكَّتْ وَجْهَهَا} لطمت وجهها امرأة عجوز عقيم يبشر زوجها {وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ} [(٢٨) سورة الذاريات] يعني شيء ما ذكره أهل التفسير لكن يلوح للإنسان من خلال النص أن سبب ما صنعت أنها ما دامت عجوز عقيم المرأة لها سن ينقطع عندها فيه الحمل، والرجل ليس له سن ينقطع فيه، فلعلها توقعت أنه بشر بغلام يمكن يكون من غيرها، ما في ما يمنع، يعني لو أن رجلاً من الموجودين عمره سبعين سنة، وامرأته عمرها خمسة وستين سنة ما رزقوا بأولاد ثم رأى في الرؤيا من يقول له: إنه يولد لك ولد، وأولت على هذا أنه يولد له ولد، اتفق العابرون على أنه يولد له ولد، الرجل يفرح بهذه الرؤية، لكن هل المرأة تفرح بهذه الرؤيا؟ نعم؟ ما تفرح؛ لأن لعلمها أنها أيست من الحمل، فلا بد أن يكون الولد من غيرها، فهي لا تفرح بمثل هذه الرؤيا، والله أعلم.
{فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ} [(٢٩) سورة الذاريات] سارة {فِي صَرَّةٍ} يعني "صيحة، حال، أي جاءت صائحة" أي جاءت صائحة {فَصَكَّتْ وَجْهَهَا} لطمته {وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ} يعني أنا عجوز عقيم لم ألد، يعني "لم تلد قط، وعمرها -كما قالوا-: تسع وتسعون سنة، وعمر إبراهيم مائة سنة، أو عمره مائة وعشرون وعمرها تسعون سنة" لكن يمكن أن تكون المائة تقابل الخمسين عندنا أو أقل؛ لأن أعمارهم تطول، وإبراهيم -عليه السلام- اختتن وعمره ثمانون بالقدوم، اختتن وعمره ثمانون سنة، فلا يعني أن تركيب أجسام المتأخرين على مثل تركيب أجسام المتقدمين، لكن ما ذكرته هو مجرد استرواح، يعني هذا يوجد فيما بيننا أن المرأة العقيمة الآيسة إذا بشر زوجها جزمت بأنها من غيرها وهي تكره الضرة، تبقى عقيم هي وزوجها أفضل من أن يتزوج عليها ثانية وتلد أولاد، هذا لا يسرها.