بعد ذلك قال:{وَفِي ثَمُودَ} [(٤٣) سورة الذاريات] أي "وفي إهلاك {ثَمُودَ} آية" وفي إهلاك ثمود آية، يعني كما في إهلاك عاد آية، وفي موسى آية، وتركنا فيها آية، هذه آيات، ونجد الإنسان يمر هذه السورة بدقيقتين ما كأنها تحمل أي معنى، وقد لا يشعر بها يقرأ في (ق) ثم لا يتذكر إلا إذا أراد أن ينتهي من القراءة، هذا خلل، هذه آيات هذه عبر، إن كنت ممن يخاف العذاب الأليم قف عند هذه الآيات، واعتبر وادكر، لكن نشكو إلى الله قسوة القلوب، صارت لا تفيد المواعظ، ذكر بالقرآن من يخاف وعيد، يعني من لم يتذكر بالقرآن بأي شيء يتذكر، بأي شيء يتعظ، والحسن يقول: ابحث عن قلبك في ثلاثة مواطن: عند قراءة القرآن، وفي الصلاة، والذكر، يقول: إن وجدته وإلا فاعلم أن الباب مغلق، ما في صلة بينك وبين ربك، إذا ما وجدته في هذه المواطن ما في القلب ميت، والواحد منا وهذا حال كثير من الناس يقول: دخلت مسجد واسع جديد كبير، يقول: يوم صفيت خلف الإمام نظرت فإذا المسجد ما في منبر، كبر ونظر في المسجد وإذا ما فيه منبر، وتأمل في المسجد قال: إن كان هذا ما هو بجامع ما في شيء يصلح جامع، ما في منبر، يقول: تأملت ها وين نحط المنبر؟ فإذا فيه غرفة عن يمين المحراب، قلت: هذه تصلح منبر، وسلم الإمام وأنا أنقل الأثاث من هذه الغرفة من أجل أن نجعلها منبر، يا إخوان هذه حال كثير منا ترى يا إخوان، والله إننا واقعين في هذا كثير، هذه الصلاة يعني هل نجد فيها ما يعبر عنه النبي بـ ((أرحنا بالصلاة؟ )) أبداً والله، يعني اليأس ما هو بوارد، لكن يبقى أن هذا حال كثير من الناس، لا بد من مراجعة، يقول: إن وجدت قلبك في قراءة القرآن والذكر والصلاة وإلا فاعلم أن الباب مغلق، يعني ابدأ من جديد، حاول فتح الباب.