" {يَسْتَمِعُونَ فِيهِ} يعني عليه كلام الملائكة حتى يمكنهم منازعة النبي بزعمهم إن ادعوا ذلك"، النبي -عليه الصلاة والسلام- يأتيه الوحي من السماء بواسطة جبريل، يقول: إن استطعتم أن تأتوا بوحي فأحضروا سلماً واصعدوا إلى السماء، واسمعوا كلام الملائكة، وانقلوه للناس فتكون أتيتم بمثل ما أتى به، {أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم} أي مدعي الاستماع عليه {بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ} بحجة بينة واضحة"، {بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ} يأتي بحجة بينة واضحة" يأتي بكلام الملائكة هات ما عندك، يعني كون مسيلمة يدعي أنه ينزل عليه وحي، وذكر ما ينزل عليه على حد زعمه من الوحي الشيطاني فرمي بالجنون، يا وبر، يا وبر، إنما أنت أذنان وصدر، وما أدري إيش، كلام لا معنى له، نعم إن كان عندكم شيء من السمع استمعتوه من الملائكة هاتوا {فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ} بحجة بينة واضحة"، هذا تدل على أنه فعل ذلك وأصابه.
قال المفسر -رحمه الله-: ولشبه هذا الزعم، بزعمهم أن الملائكة بنات الله"، "ولشبههم هذا الزعم بزعمهم أن الملائكة بنات الله" قال تعالى: {أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ} [(٣٩) سورة الطور] أي بزعمكم"، {وَلَكُمُ الْبَنُونَ} تعالى الله عما زعموه"، {لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ} ومعروف أن البنين أقوى من البنات فأنتم تستعينون عليه بالبنين على حد زعمكم، سوف يستعين عليكم بالبنات، ومقتضى ذلك أنكم تغلبونه ما دام ما عنده إلا بنات وأنتم عندكم بنين فأنتم تغلبونه، لكن هذا الزعم الباطل {أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ} أي بزعمكم"، {وَلَكُمُ الْبَنُونَ} تعالى الله عما زعموه"، يعني قالوا الملائكة: بنات الله، وعبدوهم من دون الله.
{أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا} [(٤٠) سورة الطور] على ما جئتهم به من الدين {تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا} على ما جئتهم به من الدين" {فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ} يعني من غرم ذلك {مُّثْقَلُونَ} " فلا يسألون.