المطلوب التسديد، وتنوع العبادات في شرعنا من نعم الله علينا، فتجد النفس ترتاح إلى عمل، وهذا الكلام لا يجري على الفرائض والواجبات، الفرائض والواجبات لا بد من فعلها سواء كانت النفس تنقاد إليها، أو لا تنقاد، لكن مسألة النوافل تنوع العبادات عندنا ولله الحمد من نعم الله؛ لأن بعض الناس ينقاد إلى عمل البدن، فعنده استعداد أن يصلي مائة ركعة في اليوم، يقوم الليل ما عنده إشكال، يصوم النهار، ومنهم من ييسر لهم أمر الإنفاق في سبيل الله، ويصعب عليه عمل البدن، ومنهم أيضاً من ييسر له عمل جزئي من عمل البدن فتجده يستطيع الصلاة، ولا يستطيع الصيام يعني -إلا بمشقة-، وبعض الناس تجده يصلي لكن يصعب عليه التلاوة، وبعض الناس يسهل له أمر التلاوة فيقرأ ساعة والساعتين في المصحف، أو عن ظهر قلب ولا يمل، وإذا مرة به آية سجدة صعوبة عليه؛ لأن جلس الصلاة ثقيلة عليها، فمن نعم الله -جل وعلا- أن نوع لنا هذا العبادات، لكن ينبغي أن يأخذ من جميع هذه العبادات؛ لأنه جاء الحث عليها في الشرع، فلا ينهمك في طلب العلم عن النوافل الخاصة، وإن كان المفضل عند أهل العلم طلب العلم وأنه أفضل من نوافل العبادة وهذا عند التعارض، لكن إذا أمكن أن يصرف جزءاً من وقته لطلب العلم ويقسم هذا الوقت إلى وقت للحفظ، ووقت للفهم، ووقت لمجرد سرد ومطالعة، ويصلي في أثناء ذلك بين كل فينة وأخرى له ركعتين، ويحرص على ما جاء الحث عليه من صيام النوافل، ويساعد الناس ببدنه وبماله، ويقضي حوائج أهله لا يتأخر عنها؛ لأن من المشاكل التي تمر بالشباب طلاب العلم من أعظمها، ما يزعمونه من تعارض بين طلب العلم وصلة الأرحام وبر الوالدين، تجد طالب العلم يصعب عليه جداً أن يقضي حاجة لأمه، أو يوصلها إلى مكان، أو يصل رحمه من عم أو خال أو ما أشبه ذلك، ومع ذلك يسهل عليه أن يركب مع زميله ويذهبان إلى مكان للنزهة أو غيرها يقضون فيه الساعات، هذا لا شك أنه خلل في التصور فالمسألة أولويات، وعلى الإنسان أن يبدأ بالمهم، فعلى مثل هذا التسديد والمقاربة يجعل له نصيب من صلاة الليل، وإذا كان في يوم من الأيام قد أرهق وتعب في النهار، ويخشى على عدم القيام من أخر الليل يصلي الوتر قبل أن