{سُبْحَانَ اللَّهِ} تنزيل لله -جل وعلا- عما لا يليق به، ومن أعظم ذلك الشرك عما يشركون به من الآلهة، والشرك نقيض الأمن، والتوحيد هو السبب الحقيقي للحفاظ على الأمن {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} [(٨٢) سورة الأنعام] {وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [(٥٥) سورة النور] فالأمن مقرون بالتوحيد، وذهاب الأمن مقرون بالشرك، من أراد المحافظة على الأمن فليحرص على التوحيد، ويحمي جناب التوحيد، ويوصد جميع الأبواب الموصلة إلى ضده، هذا هو الأمن الحقيقي الموعود به في أصدق الكلام -في كلام الله -جل وعلا-، "والاستفهام بأم في مواضعها يعني -الخمسة عشر المذكورة-، يقول: للتقبيح والتوبيخ"؛ لأن كل هذه التي أستفهم عنها يذعنون لها، لا يستطيعون أن يقولون نعم نستطيع ذلك، نحن خلقنا أنفسنا، أو وجدنا من غير خالق، نحن خلقنا السموات والأرض لا يستطيعون أن يجيبوا بنعم، كل هذا توبيخ وتقبيح يعني لم يسأل الإنسان عن شيء يتفق الطرفان على أنه ليس بمقدوره، يعني لما يقال لإنسان عادي قدرته في الخمسين من الكيلوات، يحمل خمسين كيلو صخرة مرفوعة، أو في جبل زنته خمسمائة كيلو إذا أراد أن يوبخ صاحبه أو يقرعه أو ليظهر له ضعفه أنت الذي رفعت هذا الحجر، كلهم يعرفون أنه ليس هو الذي رفع هذا الحجر، وهذه الصخرة، "للتقبيح"؛ لأن هذه الأمور القبيحة التي وقعوا فيها يستحقون عليها التقريع والتوبيخ والتقبيح.