المقصود أن الإنسان إذا رأى شيئاً أول ما يراه ينكره فؤاده وينفر منه، النبي -عليه الصلاة والسلام- ما أنكر ذلك فؤاده، {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [(١١) سورة النجم] ما كذّب الفؤاد، ما قال: يا جبريل هذا شيء ليس بمعقول، ونجد من يقول إذا سمع صبر العلماء على شدائد تحصيل العلم والعمل به قال: هذا ليس بمعقول، هذا لا يمكن، والإمام أحمد يصلي في اليوم والليلة ثلاثمائة ركعة، يقول: هذا ليس بصحيح، ليس بمعقول، لماذا؟ لأنه ما اعتاد هذا الأمر، نعم لو زاد الأمر كما ذكر ابن المطهر في منهاج الكرامة الرافضي المعروف، ذكر أن علي بن أبي طالب يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، قال شيخ الإسلام: الوقت لا يستوعب، يعني لو افترض كل ركعة بدقيقة الوقت ما يستوعب، والذي يقول: الوقت لا يستوعب فما هو بمعقول ثلاثمائة ركعة لأنه ما جرب، ما جرب، ولا تعرف على الله في أيام الرخاء، ليستغل أيام المضاعفات والشدة، في ما ينفعه وما يقربه إلى الله -جل وعلا-.
النبي -عليه الصلاة والسلام- ما كذبه فؤاده ولا أنكر ما رأى، {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ} [(١١) سورة النجم] فؤاد النبي -عليه الصلاة والسلام- {مَا رَأَى}"ببصره من صورة جبريل" يعني هذا الأمر المهول، {أَفَتُمَارُونَهُ} [(١٢) سورة النجم] "تجادلونه وتغلبونه" المماراة هي المجادلة ومن ذلك: ((من طلب العلم ليماري به العلماء)) ليماري يعني: يجادل به، هذا على خطر عظيم، جاء الوعيد في حقه، {أَفَتُمَارُونَهُ} [(١٢) سورة النجم] وفي قراءة: "أفتُمرونه" وفي قراءة: "أفتَمرونه" يعني تجحدونه، والمماراة: هي المجادلة، تجادلونه وتغلبونه، والمجادلة في الغالب إنما تكون ممن يريد التثبت أو من جاحد، يريد أن يغلب من جاء بهذا المجحود بالحجة.