لفظ الجلالة (الله) هو أعرف المعارف على الإطلاق عند سيبويه، عند غيره من النحاة أعرف المعارف الضمير، يذكر أن سيبويه رؤي في المنام فقيل له: بم صنع بك ربك؟ فقال: غفر لي، فقيل لي: بم؟ فقال: بقولي: الله أعرف المعارف، وهذه حكاية لا يترتب عليها شيء، لكن هذا قول وهو حري وجدير بأن يكون راجحاً، ولم يسمّ به غيره -سبحانه وتعالى-، لا في جاهلية ولا في الإسلام.
اختلف العلماء هل لفظ الجلالة مشتق أو غير مشتق؟ فمن قال: إنه مشتق قال: إنه مشتق من وله إذا تحير، والوله ذهاب العقل، فالله -سبحانه وتعالى- تتحير العقول في حقائق صفاته، ومعرفة كنه ذاته، وقيل: مشتق من أله الرجل إذا تعبد، وتأله إذا تنسّك، ومنه قوله تعالى:{وَيَذَرَكَ وإلآهتك} [(١٢٧) سورة الأعراف] أي عبادتك، وقيل: مشتق من ألهت فلان إذا سكنت إليه، فالعقول لا تسكن إلا إلى ذكره، ومنهم من يقول: هو علم غير مشتق، وهو قول الخليل وسيبويه، ونقل الرازي عن أكثر الفقهاء والأصوليين، ودليل ذلك أنه لو كان مشتقاً لاشترك في معناه كثيرون؛ ولأن بقية الأسماء تذكر صفات له، فتقول: الله الرحمن الرحيم الملك القدوس .. الخ، هذه أدلتهم على أنه ليس بمشتق، أنه علم غير مشتق، لكن كثير من أهل العلم يرون أنه مشتق، مشتق من أحد ما تقدم، المشتق له أصل، فالمشتقات كلها إنما تؤخذ من إيش؟ الأصل إش هو؟ الفعل هو الأصل؟ المصدر.