العقائد المقررة فيه معروفة يعني هم يقررون المذاهب السائدة في بلدانهم مذهب الأشاعرة، والمذاهب الأخرى مما فيه مخالفة لمذهب السلف، والأزهر كغيره من المؤسسات العلمية تقوى في وقت، وتضعف في وقت، وهناك مؤثرات وضغوط أيضاً، ومعروف المؤسسات العلمية كلها عليها شيء من الضغط، ولو لم يكن في ذلك إلا الانفتاح، انفتاح الدنيا على أهلها يعني كان الأزهر يشترطون لدخوله حفظ القرآن، ما يلتحق طالب بالأزهر إلا حافظ للقرآن، ثم بعد ذلك نجد في الكتب المطبوعة في مصر قبل ستين وسبعين سنة، "شرح الكفراوي" مقرر على أولى ابتدائي -الأجرومية شرح متين ليس بالسهل مقرر على أولى ابتدائي كامل-، شرح القطر على ثاني ابتدائي كامل، شرح شذور الذهب على ثالث ابتدائي كامل، شرح ابن عقيل على الألفية للرابع ابتدائي كامل، لكن تصور أنه عند الدخول يشترط حفظ القرآن والقرآن ييسر جميع العلوم، يسهل على طالب العلم كل العلوم، يعني إذا تأهل لحفظ القرآن فهو أهل لهذه الكتب ولغيرها، لكن هذه أمثلة من مقررات الأزهر، ثم دخله ما دخل غيره من التغيير، تغيير المناهج فصار كغيره من المؤسسات التعليمية العامة التي لا تخرج عالماً، وإنما تخرج إذا كان متميزاً طالب علم يمكن أن يواصل تعليمه من خلال القراءة في الكتب، كما هو وضع التعليم النظامي في كثير من البلدان الإسلامية.
يقول: هل يجوز زيارة الكنائس والمعابد البوذية من أجل الإطلاع والتنزه؟
يعني التنزه والفرجة والسياحة في أماكن المعصية، هذه أماكن معصية ليست أماكن طاعة لا يجوز إلا على جهة الاعتبار والاتعاظ وشكر النعمة أن خلقه بين أبوين مسلمين وأوجده بينهما، وملتزم للإسلام ظاهراً وباطناً حسب استطاعته أما مجرد زيارة للفرجة فلا.
يقول: ما الفرق بين أحوال الناس في قوله تعالى: {خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر} [(٧) سورة القمر]، وبين قوله:{يوم يكون الناس كالفراش المبثوث} [(٤) سورة القارعة]؟
العلماء قالوا: إن الجراد المنتشر هذا يعرف غايته، يذهب إلى غاية معينة، والفراش المبثوث لا غاية له، فكأنه في أول الأمر كالفراش المبثوث لا غاية لهم، ثم إذا دعاهم الداعي اتجهوا إليه فتحددت غايتهم.