{نِعْمَةً}"مصدر، أي إنعاماً"{مِّنْ عِندِنَا}، {إلا آل لوط نجيناهم بسحر* نِعْمَةً مِّنْ عِندِنَا} [(٣٥) سورة القمر] "مصدر، أي أنعاما من عندنا"{كَذَلِكَ}"أي مثل ذلك الجزاء"{نَجْزِي مَن شَكَرَ}"أنعمنا وهو مؤمن"، الشاكر هل نحتاج أن نقول وهو مؤمن، أو من أمن بالله ورسوله وأطاعهما، يعني هل يمكن أن يكون الشكر من كافر، {كَذَلِك َنَجْزِي مَن شَكَرَ} الشكر من شرطه، صحة الشكر من شرطه الإيمان، أي مثل ذلك الإيمان {نَجْزِي مَن شَكَرَ}"أنعمنا وهو مؤمن أو من أمن بالله ورسوله وأطاعهما"؛ لأن الإيمان شرط لقبول الأعمال التي منها الشكر.
{وَلَقَدْ أَنذَرَهُم} [(٣٦) سورة القمر] "خوفهم لوط"{بَطْشَتَنَا} أي: "أخذتنا إياهم بالعذاب"{وَلَقَدْ أَنذَرَهُم}"خوفهم لوط -عليه السلام-"{بَطْشَتَنَا} أي: "أخذتنا إياهم بالعذاب"{فَتَمَارَوْا}"تجادلوا وكذبوا"، تماروا من المراء والامتراء وهو الجدال، أو من المرية وهي الشك، شكوا في ذلك {بِالنُّذُرِ} أي: "بإنذاره".
{وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ} [(٣٧) سورة القمر] {وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ} قومه راودوا لوط عن ضيفه أي: "أن يخلي بينهم وبين القوم الذين أتوه في صورة الأضياف ليخبثوا بهم، وكانوا ملائكة"، ملائكة جاءوا من أجل تنفيذ ما أمر الله به -جل وعلا- من عذابه، مروراً بإبراهيم حين أكرمهم ثم بلوط -عليه السلام-، هؤلاء جاءهم الخبر أن لوطاً عنده أضياف على صور شباب في غاية من الحسن والبهاء والجمال، جاءوا فراودوه يعني تفاوضوا معه وكرروا ذلك "أن يخلي بينهم وبين القوم الذين أتوه في صورة الأضياف ليخبثوا بهم"، يعني ليفعلوا بهم هذا العمل الخبيث الشنيع "وكانوا ملائكة"{فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ}"أعميناهم وجعلناها بلا شق كباقي الوجه" طمس مسح ما في فتحات للعيون، ومنهم من يقول: إنهم أخذت أبصارهم وبقية عيونهم قائمة.