هذا إذا سلم من التشبه وكان بلون الشعر، أو بلون أخر غير لون البشرة، بحيث إذا رآها الرائي قال: إنها نامصة، فهذا، وسلم الأمر في ذلك كله من التشبه، فالأمر في سعة -إن شاء الله تعالى-.
يقول: بخصوص كفارة الإطعام، هل يجوز إخراج نوع من الطعام لا يحبه المخرج، بينما يحبه من يأكله؟
{لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} [(٩٢) سورة آل عمران] {وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ} [(٢٦٧) سورة البقرة] كل هذا يدل عل أن الإنسان عليه أن يخرج مما يحب، لكن قد يكون كما هو حال بعض الناس يحب أشياء يتفرد بها، بينما غيره لا يحبها فينظر إلى الأنفع للمتصدق عليه.
بخصوص العدد، هل يكون احتساب العدد بالنسبة لمن يأكل هذا المقدار، أو بالنسبة لمن يكفيهم هذا الطعام؟
إذا كان الطعام نيئاً غير مطبوخ فالمعتبر أنه بالكيل المعروف نصف صاع، نصف صاع لكل مسكين -خمسة آصع- كفارة اليمين، أما إذا كان مطبوخاً وقدر مثلاً أن هذا الطعام طعام على ما يقولونه في المطاعم عشرة أنفار فإن هذا يكفي؛ لأن القصد الإطعام.
يقول: هناك بعض المطاعم تأتي بلحوم من خارج المملكة، ويقول: ولقد وردني أن طريقة ذبحها غريبة، يقول: إن هناك جهاز ينطق ببسم الله وهو نفس الجهاز ويذبح الحيوان دجاج أو غنم أو بقر؟
هذه ليست بذبحية، الذبح إنما هو يكون بيد مكلف، ويذكر اسم الله عليه، والمكلف إما مسلم أو كتابي لا يجوز ذبح الآلات من غير حضور مكلف وتسمية المكلف.
يقول: في قوله تعالى في أواخر سورة الزمر: {لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [(٥٨) سورة الزمر] أنه لم يقل فأكون من المسلمين، أو من المؤمنين، بل ذكر الإحسان؛ لأنه أعلى الدرجات؟
هو بعد ما عاين وتمنى الرجعة لا شك أنه لن يتمنى الأدنى مع قدرته على الأعلى، وكل واحد حتى من الأحياء من المسلمين يتمنى أن يكون محسناً مع أن من تمنى هذا الأمنية بعد أن عاين، أخبر الله -جل وعلا- عنه وعن أمثاله أنه سوف يعود إلى ما كان عليه قبل وفاته {وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ} [(٢٨) سورة الأنعام].