فيقول المفسر -رحمه الله تعالى- في قوله -جل وعلا-: {وَلَقَدْ جَاء آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ} [(٤١) سورة القمر] {وَلَقَدْ جَاء آلَ فِرْعَوْنَ}"قومه"، {وَلَقَدْ جَاء آلَ فِرْعَوْنَ} الآل: هم الأهل في الأصل والأتباع، ويدخل فيهم الشخص دخولاً أولياً {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [(٤٦) سورة غافر] مع أنه جاء في سورة هود أنه يقدم قومه فهل يسلم فرعون؟ لأن الله -جل وعلا- قال:{أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ} فماذا عن فرعون؟ دخوله في آله دخولاً أولياً {وَلَقَدْ جَاء آلَ فِرْعَوْنَ}"قومه معه"، {النُّذُرُ}"الإنذار"، نذر قضايا أنذرهم بها موسى -عليه السلام- فالمراد بـ {النذر}"الإنذار على لسان موسى وهارون فلم يؤمنوا"، والنذر يأتي ويراد به جمع النذير، والنذير والمنذر بمعنى واحد، جاءهم أكثر من منذر جاءهم موسى، جاءهم هارون، ويطلق الجمع على الاثنين، فأقل الجمع اثنان عند جمع من أهل العلم، أو يكون المراد بالنذر ما أنذرهم به وخوفهم به موسى -عليه السلام-.
فلم يؤمنوا، بل {كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا} [(٤٢) سورة القمر]، يقول: أي "التسع التي أؤتيها موسى"، التسع: