يتنعمون {عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} [(٥٤) سورة الرحمن] {بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ}{عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} [(٥٤) سورة الرحمن] "ما غلظ من الديباج وخشن والظهائر من السندس" الظهائر من السندس، يعني إذا كان الناس في دنياهم يتخذون الفرش الناعمة وبقية حياتهم كما هو معلوم أرض تراب أو حصى أو ما أشبه ذلك، فكيف يكون الفراش في دار ترابها المسك؟ التراب مسك فيكف يتصور الفراش؟ يعني إذا كان الناس يتخذون الفرش الناعمة في دار ترابها إما التراب الملوث أو المكسو بالحجارة الضارة بالنسبة لمن وقع عليها، فيكف بدار ترابها المسك الأذفر؟! يعني كل هذا يهز القلوب، يجعل الإنسان يعمل لهذه الدار، أما نستمع الكلام ونتكلم بمثل هذا الكلام ونحن .. ، وهو مجرد أشبه ما يكون بالاستهلاك، يعني مجرد تمضية وقت، المتكلم لا يستفيد والسامع لا يستفيد، نحتاج في أنفسنا إلى إعادة نظر، كيف نتلقى هذه الأخبار من الله -جل وعلا-، وهذا الوعد منه، وهو لا يخلف الميعاد، ومع ذلك يبقى أمور وأمور لم تقص علينا، {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [(١٧) سورة السجدة] {عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} [(٥٤) سورة الرحمن] يقول: "ما غلظ من الديباج وخشن، والظهائر من السندس".
{وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ} [(٥٤) سورة الرحمن] يعني ثمر الجنتين المعدتين لمن خاف مقام ربه، يعني مما يذكر أن شخصاً قال لامرأته هي طالق إن لم أكن من أهل الجنة، قال لزوجته: أنت طالق إن لم أكن من أهل الجنة، فسألوا فقال: لا تطلق زوجتك؛ لأنك ما جئت تسأل إلا لأنك خائف أن تقع على زوجتك وهي لا تحل لك، {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [(٤٦) سورة الرحمن] أنت خائف مقام ربك، لو أنت ما أنت بخائف ما جيت تسأل واستدل بهذه الآية، لكن الخوف في هذه المسألة هل يقتضي الخوف الدائم؟ لأنه قد يسأل يخاف، نعم في هذه المسألة ومع ذلك مرتكب للجرائم، ولا يخاف من الله -جل وعلا- لا في نفسه ولا في غيره، اللهم إلا إذا كانت حاله تدل على أنه بالفعل من أهل الخوف من الله -جل وعلا- فهذا ممكن.