{لَمْ يَطْمِثْهُنَّ} [(٥٦) سورة الرحمن] يعني: لم "يفتضهن وهن من الحور أو من نساء الدنيا المنشئات"{لَمْ يَطْمِثْهُنَّ} يعني: لم يفتضهن، أبكار، كلما جاء إليها وجدها بكراً، سواءً كانت من الحور أو زوجته أو أزواجه التي كن في الدنيا، ولو كن في الدنيا ثيبات يعدن أبكاراً، {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ} يعني: لم يفتضضهن سواءً كن من الحور أو من نساء الدنيا المنشئات التي أدخل عليهن من التغيير ما يجعلهن عرباً أتراباً.
{إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} [(٥٦) سورة الرحمن] يعني: ما جامعهن ولا افتضهن قبلهم لا إنس ولا جن، وهذا يستدل به من يرى أن الجن يجامعون كما يجامع الإنس، وقد يجامع الجني إنسية، وقد يجامع الإنسي جنية؛ لأن الامتنان هذا على الإنس وعلى الجن، فنساء الإنس من الحور أو نساءهم اللواتي كن لهم في الدنيا لم يطمثهن يعني لم يجامعهن قبلهم لا إنس ولا جان، وكذلك نساء الجان سواءً كن من الحور أو نساؤهم في الدنيا لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان، وبعضهم يقول: إن هذا يستحيل لا يمكن أن يجامع الجني إنسية ولا العكس؛ لأن خواص الإنس تختلف عن خواص الجن، طبائع الإنس تختلف عن طبائع الجن، خلقة الإنس تختلف عن خلقة الجن، والآية فيها دليل على أن الإنسي قد يقع على الجنية والعكس، ويذكر بعض القصص أن فلان من الناس تزوج جنية، ويذكر أيضاً في الأسئلة الآن يكثر أن المرأة الممسوسة قد لا يمكنها الجني من الصلاة حتى يقع عليها، هذا موجود في الأسئلة يعني، سئل عنه مراراً، فهذا يدل على الإمكان، وقالوا في بلقيس قالوا: إن أحد أبويها جني، فعلى كل حال مثل هذه الأمور كثرت الوقائع فيها، والأسئلة عنها، وذكر أيضاً من القصص والحوادث ما يدل على وجود مثل ذلك، وإن كان جمع من أهل العلم، الماوردي ينفي هذا نفياً قاطعاً، وغيره من المفسرين، والقرطبي بحث هذه المسألة في مواضع من تفسيره فليرجع إليه.