فتمنيت لو أن الشيخ عبد الله -وفقه الله- كشف اللبس الحاصل بين فهمنا وفهمه لموضوع الدورة، الخطاب جاء في أول الأمر بما أُعلن يعني أنه شرح بلوغ المرام، ولما كان البلوغ مشروحاً، ولم يبق فيه إلا الشيء اليسير وهو موجود ومتداول في التسجيلات اعتذرنا عن هذا الموضوع في وقته، وقلنا: إننا جرينا على تفسير المفصل، معتمدين في ذلك على الله -جل وعلا-، وبين أيدينا تفسير الجلالين، هذه الطريقة اتبعناها وسلكناها في بعض الدورات، فقبلوا ذلك لكنهم كأنهم عند الإعلان أو عند. . . . . . . . . هذا الإعلان رجعوا إلى خطابهم الأول ونسوا ما اتفقنا عليه فحصل فيه لبس، أنا فوجئت لما قرأت الإعلان بعد أذان المغرب اليوم، .... شرح بلوغ المرام، فتمنيت لو أن الشيخ عبد الله كشف هذا اللبس، وأراحني منه لئلا يظن أن هناك شيء من الاختلاف، والله ما بيننا اختلاف، ولو كان الإخوان مصرين على بلوغ المرام فأنا على أتم استعداد في شرحه، ما عندي أدنى مانع وهو أسهل علي من التفسير؛ لأن التفسير أمره خطير، وهو ليس السهل أن يتصدى الإنسان لكلام الله -جل وعلا- والآلة ناقصة، نسأل الله العون والتسديد، أيضاً كلام الرسول -عليه الصلاة والسلام- ليس بالسهل، ونسمع كثيراً من يخطئ في كلام الرسول ممن ليست لديه الأهلية، ويكتب في الصحف، ويتكلم من خلال وسائل الإعلام بما هو بمنأ بعيد عن مراد الرسول -عليه الصلاة والسلام-، يتكلمون في النصوص من خلال الحقائق العرفية التي تداولوها وما تعارفوه من إطلاقاتهم سواء كان في ذلك الكتاب أو السنة ثم بعد ذلك يتصدون لشرح الحقائق الشرعية من غير أن يرجعوا إلى أصل ويأوون إلى أصل يعينهم على ذلك. تجد الإنسان من أبعد الناس من كتاب الله وسنة رسوله يتكلم في القرآن والسنة ويهرف بما لا يعرف؛ مع أنه جاءت النصوص الكثيرة المتضافرة والوعيد الشديد على من قال في القرآن برأيه، وكذلك السنة أمرها شديد، كما بين ذلك الإمام أحمد وغيره؛ فالسنة جديرة بالتحري، حرية بالتوقي من طالب العلم. الصحابة لما بين النبي -عليه الصلاة والسلام- أن من أمته من يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب وهم سبعون ألفاً بات الصحابة يلوكون لعلهم، ما قالوا: هم كذا وهم