هذا المكان الذي نام فيه النبي عله الصلاة والسلام، نام النبي -عليه الصلاة والسلام- عن صلاة الصبح فما أيقضهم إلا حر الشمس فأمر بالانتقال منه، وقال: إن هذا المكان حضر فيه الشيطان، هل يلزم كل من نام في مكان وفاتته الصلاة أن ينتقل من هذا المكان؟ أو إذا انتقل من هذا المكان هل يعود إليه مرة ثانية يعني حضر في هذا الوقت فقط، ثم خرج منه، مسائل تحتاج إلى النظر في معنى الحديث، والهدف والسبب في إيراده. قد يقع مثل هذا الكلام، قد تعزر هذه المرأة؛ لأنها لعنت هذه الدابة، ويؤدب الجميع وتصير عبرة للأمة كلها، لكن هل هذا التأديب يصل إلى هذا الحد عند جميع من لعن، اللعن أمره عظيم وشأنه خطير، الطرد من رحمة الله، و ((لعن المؤمن كقتله)) كما جاء في الحديث ولا .... أن يعزر الإنسان بمثل هذا، نفوت عليه شيئاً من أمر الدنيا لئلا يعود مرة ثانية إلى اللعن؛ لأن أمر اللعن عظيم وشأنه خطير، وكثير من الناس يعني يسهل عليه أن يلعن حتى نفسه، ويعلن والديه، يعني يجري على لسانه، ومعاشرة قرناء السوء تدعو على مثل هذا، بعضهم يقلد بعض بحيث يشعر أو لا يشعر، لكن مع ذلك كونها تؤمر، كون الإنسان إذا لعن السيارة مثلاً يقال اتركها، وإذا ذكرك هل هي طيبة أو خبيثة بمعنى أنها وتصدق بها أو تصرف إلى جهة شرعية هي خبيثة؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول:((دعيها فإنها ملعونة))، ومع ذلك كان الصحابة يرونها ولا يتعرضون لها، وقد تموت ولا يستفاد منها، فهل مثل هذه الأموال تهدر، يعني هناك ما يعارض المفهوم الظاهر من هذا الحديث من النهي عن إضاعة المال.
وعلى كل حال المسألة تقدر بقدرها، فإذا وجد إنسان مستهتر باللعن، فمثل هذا يعزر بمثل هذا، وإذا وجد إنسان لم يعرف بهذا الأمر، وحصل منه زلة أو غفوة أو سبقت لسان أو غلب على أمره، فقال على كلمة لم تخطر على باله، هذا حكمه آخر.
ما حكم لبس الخاتم للرجال؟
الخاتم إذا كان المقصود منه كما فعل النبي -عليه الصلاة والسلام- في خاتمه أنه لم يلبسه حتى قيل له: إن فارس لا يقرؤون الكتاب إلا مختوماً فاتخذ الخاتم، فمن اقتدى به وهو يحتاج إليه كان من قبيل المشروع المسنون، وإن كان لا يحتاج إليه فهو من المباح.