الأولين، والقليل من الآخرين كلهم من هذه الأمة، فالثلة من الأولين من الصدر الأول من هذه الأمة في الصحابة، والتابعون، المقربون كثيرة، لأن العلم فهيم أكثر، والعمل فيهم أكثر، بينما المقربون السابقون في آخر هذه الأمة أقل بكثير، لأنه لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه، لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه، فمازال الخير ينقص وإن كان باقيا إلى قيام الساعة، وأنه يوجد قليل بالنسبة لمن تقدم ممن يتصف بهذا الوصف من هذه الأمة، ولا شك أن من يتصف بهذا الوصف يتمسك ويعتصم بالكتاب والسنة في الأزمان التي كثرت فيها الفتن والمنكرات، لا شك أن أمره عظيم وشأنه كبير وأجره لا شك أنه عظيم جدا ولذا جاء في الحديث الذي رواه أبو داوود وهو حديث حسن:((أن للعامل في آخر الزمان عند تغير الناس أجر خمسين من الصحابة؛ لأنهم قالوا: منا يا رسول أو منهم قال: بل منكم))؛ لأنه لا يجد من يعنيه، والفتن كثير والمغريات أكثر، بيمنا لا يوجد مغريات في الوقت السابق، نعم يوجد هواء ونفس وشيطان، لكن المغريات إلى أن فتحت الدنيا على الناس، قبل ثلاثين سنة فأمر الناس عن الجادة في الجملة، نعم الخير كثير الآن بل لو قال أحد إن الإقبال على الدين والإقبال على العلم أكثر من ذي قبل لما بعد، لكن العبرة بالعمل، يعني: يوجد علم لكن العمل قليل، بيمنا هو في السابقين العمل كثير، وإذا قارنا بين حال أهل العلم من سلف هذه الأمة وممن جاء بعدهم كما قرر ذلك الحافظ بن رجب في فضل علم السلف على الخلف، وجدنا أن العلم يكثر في المتأخرين من جهة القدر، الكم، وأما بالنسبة للكيف، فهو عند السلف أكثر، تجد كلام السلف قليل جدا كلمات معدودة لكنها كافية شافية، بينما الكلام كثير عند المتأخرين، ولكن يمكن أن يستغنى ببعضه عن بعض، يقرر الحافظ بن رجب -رحمه الله- أن من فضل عالم على غيره لكثرة كلامه فقد أجرى بسلف هذه الأمة، فقد أجرى بسلف هذه الأمة، يعني: لو قارنت بين العلماء في زماننا تجد منهم من يتكلم على الآية أو على الحديث بكلمات معدودة لكنها تكفي السامع وتشفيه، ومنهم من يطلق ويتكلم بكلام كثير جدا لكن تجد أكثره مكرر وفائدته قليلة، وهذا وصف علم السلف بالنسبة لعلم الخلف، قد