الياء ساكنة لماذا لا نفتح العين؟ قلنا: أن الواو لا تناسب الياء فهل الفتحة تناسب الياء؟ ها لكن إذا فتحنا التبس المفرد بالجمع ولم نستطع أن، يعني لماذا عدلنا عن الفتحة إلى أولاً الضمة لا يمكن، لا تمكن تناسب الياء الفتحة يمكن النطق بها، لكنها تلتبس حينئذ بالمفرد، إذا قيل:{حور عَين} صارت مفردة والمراد الجمع " عِين" وواحد العين عينا، لأنه ليس الحديث عن العين نفسها، وإنما الحديث عن صاحبة العين، وصاحبة العين لا يقال لها: عين، وإنما يقال لها: عينا ومفاده عينا كحمراء، والجمع مثل حمر، حمراء جمعها حمر ولذا قال: الأصل في العين أن تكون مضمومة كالحاء في حمر، الأصل فيها أنها مضمومة كحمر، لماذا؟ لأن عين كحمر، جمع عينا كحمراء، وحمر مضموم الحاء لماذا لا تظم العين؟ لأنها لا تجانس الياء فعدل عنها إلى الكسرة، وفي قراءة بجر حور العين، القراءة التي معنى {وحورُ عين} وقبلها: {ولحم طير مما يشتهون}{ولحم طير مما يشتهون} والعطف على لحم المجرور يقتضى جر المعطوف عليه، تقول:{وحورٍ عينٍ} وإذا قرأ بهما قرأ بجر حورٍ عين كما هي قراءة حمزة والكسائي عطف على لحم طير، وهنا {حور عين}، يقدر قبله لهم، ولهم حور عين، وحور عين يكون حور مبتدأ مؤخر خبره محذوف تقديره لهم، لهم حور عين، وجاز الابتداء بالنكرة لأن أخرت، والتأخير يقتضي الاختصاص ففيه نوع وصف واختصاصه أيضاً وصفٌ بكونها عين، وإذا وصفت النكرة قل شيوعها وأشبهت المعرفة من هذه الحيثية، فجاز الإبتدأ بها، وإلا فلأصل ألا يجوز الابتداء بالنكرة.
{كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ}[سورة الواقعة٢٣]، {كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} اللؤلؤ أفضل ما يحصل عليه من قاع البحار، اللؤلؤ وأيضاً والغواصون أكثر ما يحرصون عليه دون غيره، فهو شيئاٌُ نفيس ومع ذلك إذا ترك من غير كن من غير ظرف يوضع فيه فإن المؤثرات تغيره، لا يكون متلائلئاً كما كان أول استخراجه، ولذا قال:{مكنون} مصون يودع في ظرف يكنه عن المغيرات، عن المغيرات، كأمثال الكاف هذه نعم؟ الكاف لتشبيه وأمثال، ما قال: كاللؤلؤ المكنون ها؟