للشيطان أنه لن يعبد بعد ذلك، فصار يقنع بالدون بالتحريش، لكن هل ظنه طابق الواقع أو خالف الواقع؟ وهل يكون حينئذٍ ظن أو وهم منه؟ لأن الواقع يشهد على خلاف ظنه، فالأدق أن نقول: توهم أنه لن يعبد في هذه الجزيرة، وأوصله حسرته وندمه على ذلك إلى أن أيس واستحسر أن يعبد، لكن هل ترك؟ ما ترك، {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا}[سورة فاطر: ٦]، فهو عدو إلى قيام الساعة، فيقول والله م ما أخشى أن تسلكوا بعدي على التهويل من الدعوة إلى التوحيد لا، التوحيد رأس المال والدعوة إليه سبيل النبي - عليه الصلاة والسلام- وسبيل من اتبعه، لأنه لا يصح أي عمل من الأعمال بدون توحيد، بدون توحيد لا يصح أي عمل {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء}[سورة النساء: ٤٨]، {لان أشركت ليحبطن عملك} ما في عمل يمكن أن يقبل بحال من الأحوال إلا بعد تحقيق التوحيد.