للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويروى أيضًا عن عِدّة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما وصفنا. وكذلك رُوِّيناه عن عِدّة من علماء أهل مكة، وأهل الحجاز، وأهل العراق، وأهل الشام، والبصرة، واليمن، وعِدّة من أهل خُراسان.

وكذلك يروى عن أم الدرداء أنها كانت ترفع يديها.

ثم قال: وكان عبد الله بن الزبير، وعلي بن عبد الله، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن إبراهيم يثبتون عامة هذه الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويرونها حقًّا. وهؤلاء أهل العلم من أهل زمانهم (١).

قلت (٢): ومن المعلوم جواز إضافة القول بذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، [وأنهم] يرون هذا، وأن يُقال: القولُ بالرفع في هذه المواضع هو قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه.

فصل

* قالوا: وأما استدلالكم بما رواه مسلم في «صحيحه» (٣) عن جابر ابن سَمُرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيلٍ شُمْس، اسكنوا في الصلاة»، فمن جنس الاستدلال بقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} [النساء/٧٧].


(١) سبق نص البخاري بطوله (ص ٢٩ - ٣٠).
(٢) التعليق لابن القيم.
(٣) رقم (٤٣٠).