ولزياد الأعجم في غياظ بن حصين بن المنذر:
وسميتَ غيَّاظاً ولستَ بغائظٍ ... عدوَّاً، ولكنَّ الصديق تغيظُ
عدوكَ مسرورٌ وذو الودِّ للذِي ... أتى منكَ من غيظٍ عليكَ كظيظُ
نسيٌّ لما أوليتَ من صالحٍ مضَى ... وأنتَ لتعدادِ الذنوبِ حفيظُ
تلينُ لأهل الغلِّ والغمرِ منهمُ ... وأنتَ على أهلِ الصفاءِ فظيظُ
ومن الهجاء أيضاً ما تجمل فيه المعاني، كما يفعل في المدح، فيكون ذلك حسناً إذا أصيب به الغرض المقصود مع الإيجاز في اللفظ، وذلك مثل قول العباس بن يزيد الكندي في مهاجاته جريراً ومعارضته إياه في قوله:
إذا غضبتْ علَيْك بنو تميمٍ ... حسبتَ الناس كلهمُ غِضابا
وقال:
لقدْ غضبت علىَّ بنُو تميمٍ ... فما نكأتْ لغضبَتِها ذبَابا
لو اطلعَ الغرابُ على تميمٍ ... وما فيهمْ من السوءاتِ شابَا
ومثل قول مرة بن عداء الفقعسي:
وإذا تسركَ من تميمٍ خصلةٌ ... فلما يسوءُك من تميمٍ أكثرُ
وقال الآخر:
ويقضَي الأمرُ حين تغِيب تيمٌ ... ولا يستأذنونَ وهم شهودُ
وللحكم الخضري:
ألم تَرَ أنهم رُقِموا بلؤمِ ... كما رقمتْ بأذرعها الحميرُ
ومثل قول أعشى باهلة:
بنو تيْم قرارةُ كل لؤمٍ ... لكلِّ مصبِّ سائلةٍ قرارُ
وقد تبع أبو تمام حبيب بن أوس الطائي الاعشى في هذا المعنى فقال:
أضحَوْا بمستنِّ سيلِ اللؤمِ وارتفعتْ ... أموالهم في هضابِ المطلِ والعللِ
لو كان يخْفَى على الرَّحمن خافيةٌ ... من خلقهِ خفيتْ عنهُ بنو أسَدِ
ومثل قول الآخر:
قومٌ إذا ما جنَى جانيهمُ أمنُوا ... من لؤمِ أحسابهمْ أن يقتلُوا قودَا