للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال أبو عاصم:

كنا عند ابن عون وهو يُحَدِّث، فمر بنا إبراهيم بن عبد الله بن حسن في موكبه، وهو إذ ذاك يُدعى إماماً، بعد قتل أخيه محمد، فما جسر أحد أن يلتفت فينظر إليه فضلًا عن أن يقوم هيبة لابن عون (١).

قال الإمام أحمد بن إسحاق الفقيه:

ما رأيت في المحدثين أهيب من إبراهيم بن أبي طالب كنا نجلس كأن على رءوسنا الطير، عطس أبوزكريا العنبري فأخفى عطاسه، فقلت له سرًّا: لا تخف فلست بين يدي الله (٢).

- الأدب مع العلماء؛ لأنَّ مقامهم أعلى المقامات بعد مقام النبوة:

قال ابن المبارك: لا أعرف بعد مقام النبوة أفضل من مقام العلماء (٣).


(١) الجامع لأخلاق الراوي للخطيب البغدادي (١/ ١٨٥).
وابن عون = هو الإمام الحافظ أبو عون عبد الله بن عون البصري الذي قال عنه الأوزاعي: إذا مات ابن عون وسفيان استوى الناس، وقال عنه ابن المبارك: ما رأيت أفضل من ابن عون. توفي ١٥٠ هـ.
(٢) سير أعلام النبلاء للذهبي (١٣/ ٥٤٧) ط الرسالة، تذكرة الحفاظ له أيضاً (٢/ ١٥٧) ط دار الكتب العلمية.
وإبراهيم بن أبي طالب = هو إمام المحدثين في عصره، قال عبد الله بن سعد: ما رأيت مثل إبراهيم توفي سنة ٢٩٥ هـ.
(٣) إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي (١/ ٢١٩) ط دار المعرفة.
ابن المبارك = هو الإمام الزاهد أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك الحنظلي، وقال أبو أسامة: ابن المبارك في المحدثين مثل أمير المؤمنين في الحديث. قال إسماعيل بن عياش: ما على وجه الأرض مثل ابن المبارك، توفي سنة ١٨١ هـ.

<<  <   >  >>