للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لتصحيح المسألة فقط، فإنَّ المنصف يكاد يجزم بأنه ما من إمام إلا وله أغلاط وأوهام لا سيما المكثرين منهم، وما يشغب بهذا ويفرح به للتنقص إلا متعالم يريد أن يُطِبَّ زكامًا، فيحدث به جزامًا (١).

[النصيحة الثالثة لا يمنعنك غلظة العالم أو خطؤه من التزامه والتعلم منه، خذ ما عنده من الخير، واترك له خطأه وغلظته]

قال بلال بن أبي بردة:

لا يمنعنكم سوء ما تعلمون منا أن تقبلوا أحسن ما تسمعون منا (٢).

قال الشافعي:

قيل لسفيان بن عيينة: إن قوماً يأتونك من أقطار الأرض تغضب عليهم يوشك أن يهبوا ويتركوك، قال: هم حمقى إذن مثلك أن يتركوا ما ينفعهم لسوء خلقي (٣).


(١) حلية طالب العلم لبكر أبو زيد (ص ١٩٩) ط دار العاصمة.
بكر أبو زيد = هو العلامة المحقق ابن القيم في زمانه بكر بن عبد الله أبو زيد، توفي ١٤٢٩ هـ.
(٢) عيون الأخبار لابن قتيبة (٢/ ١٤٠) ط دار الكتب العلمية، تهذيب الكمال (٤/ ٢٦٩).
بلال بن أبي بردة = هو القاضي أبو عمرو ويقال أبو عبد الله بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري. توفي بعد ١٢٠ هـ.
(٣) مناقب الشافعي للبيهقي (٢/ ١٤٥)، الجامع لأخلاق الراوي (١/ ٢٣٣).

<<  <   >  >>