للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟: الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل" قال ثم تلا ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ﴾ [السجدة: ١٦] حتى بلغ ﴿يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: ١٧]، ثم قال " ألا أخبرك برأس الأمر كله، وعموده، وذروته وسنامه؟ " قلت: بلى يا نبي الله "، فأخذ بلسانه قال: كف عليك هذا "فقلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون مما نتكلم به؟ فقال " ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم" (١).

[النصيحة الخامسة عليك بالستر والنصح]

فالستر مع النصح من خير صفات المسلم فضلًا عن طلبة العلم، وهو يعني أمورًا: حب الخير للناس، وعدم الفرح بخطئهم، وإخلاص العمل لله، وعدم تمني العلو على حساب الغير.

قال الفضيل:

المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويعير (٢).


(١) أخرجه: الإمام أحمد في مسنده (٢٢٠١٦)، والترمذي في سننه (٢٦١٦)، والنسائي في السنن الكبرى (١١٣٣٠)، وابن ماجه في سننه (٣٩٧٣)، وصححه الألباني، وقال الأرناؤوط: صحيح بشواهده.
(٢) جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي (١/ ٣٢٥) ط الرسالة.
الفضيل = هو شيخ الإسلام الزاهد أبو علي الفضيل بن عياض التميمي، قال عنه ابن المبارك: ما بقي على وجه الأرض أفضل من الفضيل بن عياض، وكان إماماً ربانيًّا كبير الشأن. وقال شريك: هو حجة لأهل زمانه. توفي سنة ١٨٧ هـ.

<<  <   >  >>