للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أيضاً:

ما ناظرت أحدًا قط فأحببت أن يخطئ، وما كلمت أحدًا إلا وأحببت أن يُوَفَّق ويُسَدَّد، وما كلمت أحدًا قط إلا ولم أبالِ بيَّن الله الحق على لساني أو لسانه (١).

وهذا أدب من تحلى به يكون كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود؛ إذ هو دليل على تجرد وإخلاص يناطح الجوزاء في العلياء، وما يناله إلا ذو حظ عظيم.

• الأدب في الطرقات والشوارع:

وهذا مجال آخر للأدب بعيدًا عن ميدان العلم وحلقات العلم، كي لا يظن ظان أنَّ الأدب مع أهل العلم في حلقات العلم وحلق الذكر فقط، بل إنه في الطرقات والشوارع أيضًا.

ومن ذلك: كان الشيخ شمس الدين الديروطي إذا مر على فقيه ينزل عن دابته، ويسوقها أمامه، ويقبل يده، ثم لا يركب حتى يبعد عنه جدًّا، ويتوارى عنه بجدار أو نحوه (٢).


(١) آداب الشافعي ومناقبه لابن أبي حاتم (ص ٦٨)، الفقيه والمتفقه للخطيب (٢/ ٥٠)، حلية الأولياء (٩/ ١١٨)، مناقب الشافعي للبيهقي (١/ ١٧٤)، وقال أيضاً: وددت أن الخلق يتعلمون هذا العلم ولا ينسب إلي منه شيء.
(٢) الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام للشيخ محمد إسماعيل المقدم (ص ٢١١) ط دار طيبة.

<<  <   >  >>