للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والصواب فأمسك.

حقًّا إنها أخلاق النبوة وورثتهم، وهو أصل عام في هذه الشريعة المطهرة، قال تعالى ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود: ١١٤].

فأين هذا ممن يفعل الضد تمامًا، فإذا ذُكِرَ أهل العلم لا يَذْكُرُ إلا أخطاءهم وعيوبهم، ويُخفِي فضائلهم وخيراتهم، ثم يدَّعي مع ذلك أنه من أهل السنة، ومتبع منهجهم.

أليس هذا أمرًا عُجابًا؟!

• الأدب عند المناظرة والجدال:

والأدب عند المناظرات أدب عال عظيم المقام؛ إذ إنَّ المناظرات يغلب عليها الانتصار للنفس، والتعصب والحمية، وكأنها ميدان من ميادين المعارك؛ لذا قليلًا مايرى المتعصب في المناظرات الحق وإن كان واضحًا جليًّا؛ لمجرد أنه مع غيره، لكنه بالأدب يهون الخطب، وتهدأ النفوس، وتبصر عيون القلب الحق بمجرد أن يلوح لها؛ لذا قال تعالى في تقرير هذا الأدب حتى في حوار أهل الكتاب ﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [سبأ: ٢٤].

قال الشافعي:

ما ناظرت أحدًا قط على الغلبة إلا على الحق (١).

أي على إظهار الحق وبيانه.


(١) آداب الشافعي ومناقبه لابن أبي حاتم (ص ٦٨)، سير أعلام النبلاء (١٠/ ٢٩).

<<  <   >  >>