للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ينتظر انصراف شيخه ثم بدأ يذكر الخطأ لتلامذته، ويقول لقد أخطأ شيخكم في كذا وكذا، لا. لا. كل هذا لم يحدث.

ولكنه لحقِّ معلمه عليه نبهه للخطإ بأدب، فأعلمه بالخطإ بينه وبينه، وذلك بعدما طيب نفسه بأمور منها: قوله حضرت المجلس مُتَبَرِّكًا بك أي حدثت لي البركة والعلم بالحضور بين يديك، ومنها بذكر الصواب الذي ذكره أولًا، حيث قال: قلت كذا وصدقت، وقلت كذا وصدقت، ثم ذكر له مؤخرًا الخطأ، وذكر سبب الخطأ.

فهل هذا أعظم أم موقف أبي الفضل؟! العالم المعلم، سيد الناس، وإمامهم في هذا الزمان حين يعترف بخطئه على رؤوس الحاضرين لغريب لا يعرفه، ويسميه معلمًا له، ويدعو له بين الناس وهم يؤمنون، فإنه موقف يدل على متانة الدين، وحسن الأدب والخلق، وتجرد النية، وإخلاص العمل لله.

ولا جرم، فإنَّ هذا حقًّا هو فعل المؤدَّبين المؤدِّبين.

• كيف يصحح الخطأ؟

قال ابن جماعة:

- تكرار اللفظة مع ما قبلها لينتبه لها الشيخ.

- إن لم ينتبه أُتِي بالصواب على هيئة استفهام.

- إن أصر يؤجلها للدرس المقبل ويتأكد منها.

- إن كانت المسألة لا تحتمل التأخير، أو يترتب عليها أضرار ينبهه

<<  <   >  >>