للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهذا هو فعل الأكابر حقًّا أن ينزلوا الناس منازلهم، ولا يتكلمون أو يفتون عند وجودهم.

• الأدب عند الوصف:

ففي علم التراجم والسير يصف العلماء من يترجمون له حتى يُعرَف بوصفه، ويُمَيَّز عن غيره، فكان من هؤلاء العلماء من أصيب في عينه، وهو المسمى بالعور، لكنهم تلطف كثيرٌ منهم عند ذكر هذا الوصف، وحسَّنه، وجمَّله.

ففي الأعلام للزركلي قال:

إبراهيم بن عبد الرحيم الكناني الحموي قاضي مصر والشام، وكان لا ينظر بإحدى عينيه (١).

وفي طبقات الشافعية: وكان القفال مصابًا بإحدى عينيه (٢).

وقال بعضهم: كان بإحدى عينيه بياض (٣).

ومن أحسن ما كان يقال كما في تاريخ بغداد: عبد الله بن ناجية كان مُمَتَّعًا بإحدى عينيه (٤).


(١) الأعلام للزركلي (١/ ٤٦). صدق من قال: من كمل أدبه كمل طلبه.
(٢) طبقات الشافعية للسبكي (٥/ ٥٥) دار هجر، شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد (٥/ ٨٨).
(٣) مصنف عبد الرزاق (٩/ ٣٣٠) ط المجلس العلمي الهند (ت الأعظمي).
(٤) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (١١/ ٣١٤) ط دار الغرب الإسلامي، تاريخ الإسلام للذهبي (٧/ ٣٦).
عبد الله بن ناجية = هو الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن ناجية البربري. توفي ٣٠١ هـ.

<<  <   >  >>