للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• النظر في سير أهل الأدب:

ومما يكتسب به العبد صفة الأدب النظر في سير أهل الأدب، ليعلم كيف كانوا يتدأبون، فإنَّ الطالب لابد أن يكون له قدوات في كل مجال تبين له المنارات، وتُهَوِّن عليه اقتحام العقبات؛ لذا كان لابد من النظر في سيرهم، ومعرفة أحوالهم في هذا المجال.

وبالنظر في أحوالهم نجد أنَّ أدبهم كان في كل وقت، وفي كل مكان، وعلى كل حال، ومن ذلك:

• الأدب عند التعلم:

فعند التعلم التزموا الأدب، وهذا هو أَجَلُّ مقامات الأدب؛ إذ إنَّ العلم لا يُنال إلا إذا تحلى صاحبه بالأدب، ولا فرق في ذلك بين أن يكون المتعلم طالب علم، أو إمامًا عالمًا، فإذا كان في مقام المتعلم لا بد وأن يتحلى بالأدب.

قال ابن ماجة القزويني:

جاء يحيى بن معين إلى أحمد بن حنبل، فبينا هو عنده، إذ مر الشافعي على بغلته، فوثب أحمد يسلم عليه، وتبعه، فأبطأ، ويحيى جالس، فلما جاء، قال يحيى: يا أبا عبد الله كم هذا؟ فقال: دع عنك هذا؟ إن أردت الفقه، فالزم ذنب البغلة (١).


(١) مناقب الشافعي للبيهقي (٢/ ٢٥٢)، سير أعلام النبلاء للذهبي (١٠/ ٨٧)، تاريخ دمشق (٥١/ ٣٥٥).

<<  <   >  >>