للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال قتيبة بن سعيد:

قدمت بغداد ولم يكن همي إلا أن ألقى أحمد بن حنبل، فإذا هو جاءني مع يحيى بن معين فتذاكرنا، فقام أحمد بن حنبل وجلس بين يدي، وقال: أملِ علي، ثم تذاكرنا، فقام أيضًا وجلس بين يدي.

فقلت: يا أبا عبد الله اجلس مكانك.

فقال: لا تشتغل بي، إنما أريد أن آخذ العلم على وجهه (١).

عن إدريس بن عبد الكريم قال: قال لي سلمة بن عاصم النحوي: أريد أن أسمع كتاب العدد من خلف، فقلت لخلف، قال: فليجئ، فلما دخل رفعه لأن يجلس في الصدر، فقال: لا أجلس إلا بين يديك، وقال هذا حق التعليم، فقال له خلف: جاءني أحمد بن حنبل ليسمع حديث أبي عوانة، فاجتهدت أن أدفعه فأبى، وقال: لا أجلس إلا بين يديك؛ أُمِرْنا أن نتواضع لمن نتعلم منه (٢).

قال إسحاق الشهيد: كنت أرى يحيى القطان يصلي العصر، ثم يستند إلى أصل منارة مسجده فيقف بين يديه علي بن المديني،


(١) مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي (ص ٧١) ط دار هجر.
قتيبة بن سعيد = هو الإمام أبو رجاء قتيبة بن سعيد الثقفي، وهو من شيوخ البخاري ومسلم، توفي سنة ٢٤٠ هـ.
(٢) الجامع لأخلاق الراوي للخطيب (١/ ١٩٨)، تاريخ بغداد له أيضاً (١٠/ ١٩٥).
سلمة بن عاصم = هو إمام العربية أبو محمد سلمة بن عاصم النحوي، كان حاذقاً بالعربية. توفي سنة ٣١٠ هـ.

<<  <   >  >>