للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• الحرمان من العلم:

ومن جزاء مخالفة الأدب مع أهل العلم هو الحرمان من العلم ولا بد؛ إذ إنَّ العلم لا ينال إلا بالأدب.

قال زكريا الساجي:

جاء ابن وارة إلى أبي كريب، فقال لأبي كريب: ألم يبلغك خبري ألم يأتك نبئي؟! أنا ذو الرحلتين، أنا محمد بن مسلم بن وارة.

فقال وارة، وما وارة، وما أدراك ما وارة؟!

ثم قال: فوالله لا أحدثك، ولا أحدث قومًا أنت فيهم (١).

• سوء الخاتمة:

فإنَّ العبد لا يدري بم يختم له، والأعمال بالخواتيم، وكان السلف يحذرون من الكلام في العلماء والاستمرار عليه خوفًا من ذلك؛ لأنه استمرار وإصرار على كبيرة من الكبائر.

قال الإمام أحمد بن الأذرعي :

الوقيعة في أهل العلم لا سيما أكابرهم من الكبائر (٢).


(١) تاريخ بغداد (٤/ ٤٢٢)، تهذيب الكمال (٢٦/ ٤٥١)، سير أعلام النبلاء (١٣/ ٣٠).
ابن وارة = هو الإمام أبو عبد الله محمد بن مسلم، كان حافظًا، على عُجْبٍ فيه، توفي سنة ٢٧٠ هـ، وقيل قبلها.
(٢) تكملة الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية (١/ ١٢٠)، والرد الوافر (ص ١٩٧) نقلاً عن الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام (ص ٣١٩).
وقال الإمام مالك بن دينار: كفى بالمرء شرًّا أن لا يكون صالحًا وهو يقع في الصالحين. كما في شعب الإيمان للبيهقي
ولسان حال كثير منهم كما قال الشاعر:
إن يسمعوا هفوةً طاروا بها فرحًا … وما علموا من صالح كتموه.
ونقل القاضي عياض في ترتيب المدارك عن أبي سنان الأسدي أنه قال: إذا كان طالب العلم قبل أن يتعلم مسألة في الدين يتعلم الوقيعة في الناس؛ متى يفلح؟!.

<<  <   >  >>