للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: قد كان ظني بك غير هذا يدخل عليك وقت الصلاة وأنت على غير طهارة.

وعن أبي عصمة عاصم بن عصام البيهقي قال:

بتُّ ليلةً عند أحمد بن حنبل، فجاء بالماء فوضعه، فلما أصبح نظر إلى الماء، فإذا هو كما هو، فقال: سبحان الله رجل يطلب العلم لا يكون له وِردٌ من الليل (١).

سُئل الإمام أحمد عن رجل يكتب الحديث فيكثر، فقال:

فينبغي أن يكثر العمل به على قدر زيادته في الطلب، ثم قال: سبل العلم مثل سبل المال، إنَّ المال إذا زاد ازدادت زكاته (٢).

وفي هذا بيان أنَّ العلم ثمرته العمل، وأنَّ طلاب العلم حقًّا يجب أن يكونوا رُوَّادًا في كل مجال، وكلما ازداد طلبهم للعلم لا بد وأن يزدادوا عملًا، وهذا يعني أنهم إذا جَنَّ الليل فهم قوامه، وإذا حضرت الصلاة فهم المبكرون لها أصحاب الصف الأول وتكبيرة الإحرام، وهم أهل القرآن تلاوة وعملًا، وهم وأهل الحديث فهمًا وعلمًا، وهم أهل الخلق حسنًا وأدبًا، وهم أهل البر عطاء وصلة .....


(١) الجامع لأخلاق الراوي (١/ ١٤٣)، صفة الصفوة (١/ ٤٨٠)، مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي (ص ٢٧٣). أبو عصمة عاصم بن عصام القشيري البيهقي، يقال أنه كان مجاب الدعوة.
(٢) اقتضاء العلم العمل للخطيب البغدادي (ص ٨٩) ط المكتب الإسلامي.

<<  <   >  >>