للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا يدل على أنَّ طالبي الأدب أضعاف أضعاف من يطلب العلم، لكنه أُلْصِق بطلبة العلم لأنهم أمكن فيهم، وأنهم أحوج إليه من غيرهم، فالأدب خلق عام؛ لأنَّ فيه بغية كل خير، فبه ينال العبد حب الله تعالى، وبه ينال القرب من رسوله ﷺ، وبه يستحوذ على حب الناس، لأنَّ العبد أسير الإحسان، والأدب مع الناس وحسن الخلق خير إحسان، قال تعالى ﴿قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ﴾ [البقرة: ٢٦٣].

وكذلك إن كان متعلمًا أحبه مشايخه وسارعوا في بذل العلم له، وإن كان معلمًا أحبه طلبة العلم، ولاذوا به، وركنوا إليه للطفه، ورفقه، وحسن أدبه، فانتشر علمه في البلاد، وبين العباد.

<<  <   >  >>