بن مرْداس السُّلَمِي: يُكَنّى: أبا مَرْوان. كانَ: بإلْبِيرة، وسكَن قُرطُبة وقد قِيل أنّهُ من مَوالِي سُلَيم. رَوى عنْ صَعْصَعة بن سلام، والغازي بن قَيْس، وزِياد بن عبد الرّحمن.
ورَحل فسمعَ منْ عبد المَلِك بن المَاجَشُون، ومُطَرّف بن عبد الله، وإبْراهيم بن المُنْذر الجُذاميّ، وأصْبَغ بن الفَرَج، وأسد بن مُوسى وجَماعة سواهم كَثير. وانصَرف إلى الأنْدَلُس وقد جَمَع عِلْماً عظيماً. وكانَ: مُشاوَراً مع يَحيى بن يَحيى، وسَعيد بن حسّان. وكان: حافِظاً لِلْفِقْه على مَذْهب المدنيّين، نبيلا فيه، ولهُ مؤلّفات في الفِقْه والتواريخ، والأداب كثيرة حسان.
منها: الوَاضحة. لم يؤلَّف مِثْلُها؛ والجوامع؛ كتاب: فَضْل الصحابة رضي الله عنهم؛ وكِتاب: غريب الحدِيث؛ وكتاب: تَفْسير الموطأ؛ وكتاب: حُرُوب الإسلام؛ وكتاب: المسْجديْن؛ وكتاب سيرة الإمام في المُلْحِدين؛ وكتاب طَبقَات الفقهاء والتابعين؛ وكتاب: مصابيح الهُدَى. وغير ذلِك من كُتُبه المَشهُورة، ولم يكُن لعبْد الملك بن حَبيب علم بالحَديث، ولا كان يَعرِف صحيحه من سَقيمه، وذُكر عنه أنّه كان يَتساهَل، ويحمل على سبيل الإجازَة أكثر روايته.
قالَ أحمد: حُدِّثْتُ عن ابن وضّاح، قالَ: قال لي إبراهِيم بن المُنْذِر الجذامي: أتاني صاحبكم الأنْدَلُسي عبد الملك بن حَبيب بغَرارَةٍ مملوءةٍ كُتَباً فقال لي: هذا علمُكَ تُجيزهُ لي؟ فقلتُ له: نعم؛ ما قرأ عليّ منهُ حَرْفاً ولا قرأتْه عليه: وأخبرني إسماعيل، قال: نا خالِد، قال: نا أحمد بن خالِد، قالَ: نا ابن وضّاح، قال: أخبرني ابن أبي مريم، قال: كان ابن حبيب (يعني: عبد الملك) عِنْدَنا نازلاً بمصر، وما كُنْتُ رأيت أدْوَم منه على الكتاب. فَدَخَلت علَيْه في القائلة في شدة الحرِّ وهو جالِس على شِدّة، وعليه طويلةٌ؛ فقلت: ما هذا؟ قلَنْسُوة في مِثْلِ هذا؟! فقالَ: هي