النّاس عَلَيْه ونَفَع الله بهِ. وَقَدْ وَهِمَ في أشياء حَدّث بها. وأجازَ لي جَميع رِوايته وسَألْتُه عن مَولِدِه فقال لي: وُلِدْتُ سنة ستٍ وثلاث مائة. وتُوفّي (عفى الله عنه) : يومَ الخَميس لخمسٍ خَلَوْن من ذي القعدة سنة ستٍ وثمانين وثلاث مائة، ودُفن يومَ الجمعة بعدَ صلاة العَصْر في مَقْبَرة مُتْعَة وصلّى عليه إبراهِيم بن محمد الشرفيّ.
ومن الغرباء في هذا الاسم
٨٨٦ - عَبّاس بن عَمْرٍو بن هارُون الكِناني الوَرّاق. من أهْل صِقِلية؛ يُكنّى: أبا الفضل. خَرَجَ من صقلية إلى القَيرُوان سنَة خَمْس عشرة، فَلَم يَزَل بها إلى أن خرج إلى الأنْدَلُس، فَقَدِمها - فيما أخبَرَني - سنَة سِت وثلاثين؛ واتَّصل بِوَليّ العَهْد الحَكَم بن عبد الرّحمن (رحمه الله) فَتَوَسَع لهُ في الوَرَق، وصار من جُملَة الوَرّاقين. وكان: وَسِيماً حَليماً، حَسَن الحِكاية؛ بَصيراً بالرَّد على أصحاب المذَاهِب، عالِماً بالكلام، حافِظاً لأخبار أبي عُثْمان الحدّاد الغسانِّي في مَجلِسه ومُناظراته. وكان: هذا الفنُّ أكثر علمه.
وقد حدّث عن أحمد بن سَعيد الصِّقلي، وعن أبي بكْر الدِّينوري، ومحمد ابن مُعاوية القُرَشيّ. كَتَبَ عنهُ غَيْر واحِد وكتَبْتُ أنا عنْهُ قطعَة من حدِيثه، وعاشَ حتّى عَلَت سنّه وذَهَب بَصَرُه، ومسّه ضربٌ من الفالِج.
وتوفّي (رحمه الله) : يَوم الجُمعة لأرْبَع خَلَوْن من شَهْر رمضان سنَة تِسْع وسَبعين وثلاث مائة، ودُفِنَ بِمقْبَرة الرّبض، ومَولِدهُ سنة خمْس وتسعين.