فَحْلُون: الواضحة وغير ذلك من كتب ابن حبيب، وسمع: من محمد بن عِيسى ابن القَلاّس.
وكان: قَاضِياً ببّجَّانة وإلبِيرَة وولى: أحكام الرّد أيام أخوه قَاضِياً بقُرْطُبَة، وعَمَّر إلى أن كان آخر من حَدَّثَ عن عُبَيْد الله وانفرد بالرّواية عنه.
ورَحَل النّاس إليه من جميع كُور الأنْدَلُس، وكان ما رواه عن عُبَيْد الله: الموطأ، وسماع ابن القاسِم، وحَدِيث اللّيث بن سَعْد، وعشرة يحيى بن يحيى الليثي، وتفسير عبد الرحمن بن زَيْد بن أسلم، ومشاهد بن هِشَام ونتفاً من حديث الشيوخ.
اخْتَلْفتُ إليْه في سماع حَدِيث: الموطأ سَنة ستٍ وستين وثَلاثِ مِائة. وكانت الدولة فيه في أيام الجمعِ بالغَدَواتِ: فتم لِي سَمَاعهُ منْهُ. وسمعت من كتاب: التَّفْسير لعبد الله بن نَافع، ولم أشهد بقُرْطُبَة مجلساً أكثر بِشراً من مجلسنا في الموطأ؛ إلَاّ ما كان من بعض مَجالس يَحْيَى بن مالك بن عائِذ. ولم أَسْمَع منه غير الموطأ؛ والتفسير وفي هذا العام كان بدءُ سَمَاعي، ثُم شغلني النظر في العربية عن مواصَلة الطلب إلى سنَة تسع وستين. ومن هذا التَّاريخ اتصل سَمَاعي من الشيوخ.
وسَمِعَ: من يحيى بن عبد الله الموطأ جَمَاعة من الشيوخ، والكهول، وطبقات من النَّاس، وسمعه من هـ أمير المؤمنين المؤيد بالله أَعزه الله سَنة أربع وستين وثلاث مائة. وتُوفِّيَ (رحمه الله) ليلة الثلاثاء بعد صَلَاة العشاء، ودُفِن يوم الثَّلاثاء بعد صَلَاة العصر لثمان خَلَتْ من رَجَب سنة سَبْع وستين وثَلاثِ مائة. ودفن بمَقْبَرة بني العَبَّاس. وصلَّى عليه محمد بن يَبْقَى.
١٥٩٨ - يَحْيَى بن شَرَاحِيل: من أهل بَلَنْسِيّة من سَاكِني نقسرة؛ يُكَنَّى: أبَا زَكرياء.